القائمة

أخبار

لعنة الدور الأول تلاحق أسود الأطلس و مصير غيريتس على كف عفريت

تابعت لعنة الدور الاول ملاحقة المنتخب المغربي لكرة القدم بعدما لازمته للمرة الثالثة على التوالي بخروجه خالي الوفاض ومن المباراة الثانية ضمن النسخة الثامنة والعشرين لنهائيات كأس الامم الافريقية المقامة حاليا في الغابون وغينيا الاستوائية حتى 12 فبراير المقبل.

نشر
DR
مدة القراءة: 5'

ودقت "فهود" الغابون المسمار الاخير في "نعش أسود الاطلس" عندما هزمتهم 3-2 أمس الجمعة واخرجتهم خاليي الوفاض بعدما كانت حرمتهم من التأهل الى نهائيات كأس العالم الاخيرة في جنوب افريقيا عندما تغلبت عليهم ذهابا وايابا.

وهي المرة الاولى في المشاركات ال14 لاسود الاطلس في العرس القاري، التي يفشلون فيها في تخطي الدور الاول في 3 نسخ متتالية، علما بانهم غابوا عن النسخة الاخيرة في انغولا، وبالتالي فان الاخفاق هذه المرة يعتبر ذريعا وقد يدفع ثمنه المدرب البلجيكي اريك غيريتس الذي لم تتوقف الاصوات عن المطالبة باقالته بسبب اختياراته التكتيكية في المباراتين امام الغابون وتونس، والذي اعلن مسؤوليته الكاملة عن الاخفاق.

وقال غيريتس "للاسف المنتخب +الضعيف+ (الغابون) خلق المفاجأة وبلغ الدور ربع النهائي، والمنتخب +المرشح للقب+ (المغرب) خرج من الدور الاول"، مضيفا "لا يجب الاختفاء، يتعين علينا مواجهة الحقيقة، انها كرة القدم، نفوز جميعا ونخسر جميعا. أنا اتحمل المسؤولية. يجب ان نهضم هذه الخسارة ونتعلم العديد من الامور التي ستفيدنا في المستقبل".

وأعرب غيريتس عن امله في ان يواصل مشواره مع المنتخب المغربي، وقال "بدأت عملا رائعا مع الفريق وأرغب في انهائه. صحيح اننا منينا بفشل ذريع في نصف المشوار لكنني ارغب في مواصلة عملي. اذا طلب (الاتحاد المغربي) مني البقاء فسأبقى، واذا كانوا غير راضين عن عملي سيقولون لي ذلك. عموما منذ 15 شهرا وانا على رأس المنتخب ولم يقل لي اي احد بانني كنت مدربا سيئا. لكن في كرة القدم، أنت اليوم ملك، وغدا لا شىء".

يذكر انها المرة الثامنة التي يخفق فيها المغرب في تخطي الدور الاول بعد اعوام 1972 و1978 و1992 و2000 و2002 و2006 و2008 و2012، علما بان افضل نتائجه في العرس القاري احرازه اللقب عام 1976 والوصافة عام 2004 والمركز الثالث عام 1980 والرابع عامي 1986 و1988، وربع النهائي عام 1998.

علق المغاربة امالا كبيرة على جيلهم الحالي لوضع حد لنكسة كرة القدم المغربية منذ خسارتها نهائي نسخة 2004 في تونس امام البلد المضيف، بيد ان الاسود لم تكن عند حسن ظن شعبها وجماهيرها المتعطشة الى التألق على الساحتين القارية والعالمية على غرار جيليها الذهبيين: الاول بقيادة احمد فراس وبابا والشريف وتوج بلقب 1976 وهو الوحيد للمنتخب المغربي حتى الان، والثاني بقيادة بادو الزاكي ومحمد التيمومي وعزيز بودربالة الذين جعلوا من اسود الاطلس اول منتخب عربي وافريقي يبلغ الدور الثاني من كأس العالم (1986) والمركز الرابع في امم افريقيا مرتين متتاليتين (1986 و1988).

ومنذ عام 2004 والانجاز التاريخي بقيادة المدرب المحلي، تناوب على الادارة الفنية للمنتخب المغربي العديد من المدربين المحليين (محمد فاخر وحسن مومن وعبد الغني الناصري والحسين عموتة وجمال السلامي) والاجانب (الفرنسيون فيليب تروسييه وروجيه لومير وهنري ميشال) دون ان ينجح اي منهم في تحقيق امال وتطلعات المغاربة حيث فشل المنتخب في تخطي الدور الاول لكأس الامم الافريقية عامي 2006 في مصر و2008 في غانا، وفي حجز بطاقته الى نهائيات كأس العالم لعامي 2006 في المانيا و2012 في جنوب افريقيا.

وبدا وكأن المغرب وجد ضالته في غيريتس خصوصا بعد قيادته الى الفوز الكبير على الجزائر برباعية نظيفة في التصفيات، لكن شيئا من هذا القبيل لم يحدث لان الاخفاق لازم المدرب البلجيكي ايضا وان اختلف الامر هذه المرة على اعتبار ان اسود الاطلس قدموا مباراتين جيدتين في العرس القاري خصوصا امام تونس بيد انهم تعرضوا للخسارة.

ودفع اسود الاطلس غاليا ثمن عدم لعب ركائزهم الاساسية في التشكيلة ضمن صفوف الاندية التي يدافعون عن الوانها في اوروبا خصوصا مروان الشماخ (ارسنال الانكليزي) وبدر القادوري (سلتيك الاسكتلندي قبل ان يعود الى دينامو كييف الاوكراني) وعادل تاعرابت (كوينز بارك رينجرز الانكليزي) واحمد القنطاري (بريست الفرنسي والعائد للتو بعد تعافيه من الاصابة)، وغياب مبارك بوصوفة والمهدي كارسيلا عن المنافسة بسبب توقف الدوري الروسي فعان عن الوان انجي.

وبدا ذلك واضحا في المباراة الاولى حيث سادت الرعونة اداء الاسود وغابت الفعالية امام المرمى رغم الفرص العديدة امام المرمى.

وقال قائد المنتخب المغربي حسين خرجة "انها خيبة امل كبيرة، لدينا منتخب رائع ظهر بوجه مشرف لكن ذلك لم يكن كافيا. لا نعرف متى سنتوج باللقب القاري اذا لم نتوج به في هذه النسخة. كنا نعقد امالا كبيرة على هذه النسخة في ظل غياب المنتخبات الكبيرة" في اشارة الى غياب مصر حاملة الرقم القياسي في عدد الالقاب (7) والنسخ الثلاث الاخيرة والكاميرون ونيجيريا وجنوب افريقيا والجزائر.

وتابع "كانت لدينا طموحات كبيرة في هذه البطولة لكننا خرجنا من الدور الاول ومن المباراة الثانية. أتمنى من وسائل الاعلام الا تقسو على لاعبي المنتخب المغربي الذين اغلبهم من الشباب الذين امامهم مستقبل كبير واكثرهم يخوض العرس القاري للمرة الاولى في مسيرته".

واضاف "يجب مواصلة الثقة في هذه المجموعة والمدرب، الكل يقوم بعمل رائع. اعتقد بان الوقت غير مناسب لحل هذا المنتخب. امامنا استحقاقات كبيرة: تصفيات كأس العالم 2014 وكأس امم افريقيا 2013 ونهائيات 2015 التي نستضيفها على ارضنا وبالتالي يجب ان نمنح الوقت الكافي لهذه المجموعة لتعيد امجاد كرة القدم المغربية".

وشرب المغرب من الكأس ذاتها التي شربت منها "أسود التيرانغا" السنغالية التي ودعت العرس القاري بدورها من الدور الاول بعد مباراتين فقط وهي التي كانت مرشحة بقوة الى الظفر بالكأس الغالية بالنظر الى عروضها الرائعة في التصفيات، ولقيت بوركينا فاسو المصير ذاته، والاكيد ان عدد الضحايا سيزيد بالنظر الى المفاجآت المدوية التي تشهدها البطولة.