قضية الصحراء: عندما ينتقد حزب البيجيدي إسلاميي موريتانيا ويعجز عن انتقاد حزب أردوغان

لا يتعامل حزب العدالة والتنمية بنفس الطريقة مع الأحزاب التي يتقاسم معها المرجعية الإسلامية في بلدان العالم الإسلامي، فبينما أصدر بيانا عبر فيه عن استغرابه من الاستقبال الذي خص به محمد ولد سيدي رئيس حزب التجمع الوطني للإصلاح الموريتاني (تواصل)، "وزير خارجية" جبهة البوليساريو محمد سالم ولد السالك، لم يصدر أي رد فعل بعد بث قناة تركية عمومية تقريرا وصفت فيه الناشطة الصحراوية أميناتو حيدر بـ"غاندي الصحراء".

وكان الحزب القائد للأغلبية في المغرب قد أصدر توضيحا موقعا من قبل النائب الأول للأمين العام سليمان العمراني جاء فيه أن الحزب تفاجأ "إلى جانب باقي مكونات الشعب المغربي وقواه الحية وعموم الرأي العام الوطني، للخبر الذي تداولته مختلف المنابر الإعلامية وشبكات التواصل الإجتماعي والمتعلق باستضافة رئيس حزب التجمع الوطني للإصلاح الموريتاني "تواصل" لمسؤول في الكيان الإنفصالي "بوليساريو"، وهي الخطوة التي أثارت استغرابنا ولا تنسجم سياقيا ومع العلاقات التاريخية بين الحزبين".

وعبر حزب المصباح عن رفضه "التام والمطلق لهذه الخطوة الخاطئة والمؤثرة سلبا على علاقات حزبينا"، ودعا قيادة حزب "تواصل" إلى "تصحيح ما ينبغي تصحيحه".

لكن وبعد بث القناة التركية العامة التقرير، ظل حزب العدالة والتنمية صامتا، ولم ينتقد الحكومة التركية التي يقودها حزب العدالة والتنمية.

وكانت قناة TRT World التي تتحكم الحكومة التركية في خط تحريرها، قد بثت الأسبوع الماضي تقريرا عن الناشطة الصحراوية أميناتو حيدر، ولقبتها بـ"غاندي الصحراء الغربية"، وقدمتها طوال التقرير بأنها "بطلة اللاعنف ضد ضم المغرب" للصحراء الغربية.

ولم يقم أي قيادي من حزب المصباح بالتعليق على ما قامت به القناة التركية، على عكس ما كان عليه الحال مع حزب تواصل الموريتاني.

وشكلت علاقة حزب العدالة والتنمية المغربي بنظيره التركي موضع تساؤلات وتشكيك من قبل من العديدين، ويرتبط الحزبين بعلاقة قوية، ففي بداية سنة 2018 انتقد رئيس الفريق النيابي لحزب المصباح بمجلس النواب، إدريس الأزمي الإدريسي، قرار الحكومة المغربية، بفرض ضرائب على منتجات النسيج والألبسة المستوردة من تركيا.

وقال "لا يجب أن تكون هناك انتقائية في تطبيق القانون والاتفاقيات"، وأضاف "الانتقائية تعطي إشارة على أن هناك شركاء مستهدفون"، وأشار إلى أن "هناك منتجات قادمة من دول أخرى تنافس المنتج المغربي حد الإغراق". داعيًا إلى الاهتمام بهذه المنتجات وليس واردات الألبسة التركية.

ويتزامن بث القناة التركية للتقرير، مع حديث المسؤولين المغاربة عن ضرورة مراجعة اتفاقية التجارة الحرة مع أنقرة، وهو الطلب الذي قدمه للصناعة والتجارة والاقتصاد الأخضر والرقمي مولاي حفيظ العلمي، لنظيره التركي روحار بيكان، على هامش الدورة الـ35 للجنة الدائمة للتعاون الاقتصادي والتجاري للدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي (كومسيك).