أطلقت مجموعة من السيدات سواء المريضات او اللواتي تعافين من مرض السرطان، حملة تحت وسم "ما بغيناش نموتو بالسرطان عطونا حقنا في العلاج المجاني" على مواقع التواصل الاجتماعي، للمطالبة بتوفير الادوية وأيضا التعجيل بمواعيد الحصص الكيميائية، التي قد يتسبب تاخيرها في انتشار المرض أكثر.
وفي تصريح لموقع يابلادي قالت سيدة مصابة بالسرطان تدعى لمياء بناني، تنحذر من مدينة وجدة "لم نطلق هذه الحملة من أجل جمع التبرعات، هدفنا هو إيجاد حلول ملموسة وتحقيق مطالبنا".
وأكدت انه رغم خطورة المرض الا أن "المواعيد بالمستشفيات العمومية يمكن أن تصل لأشهر، إذ نطالب بتعجيلها، لأنه في بعض الأحيان هذا التأخير يؤدي إلى انتشار المرض في مناطق أخرى من الجسم، وهو ما حصل مع السيدة "رجاء" التي كانت سببا في إطلاق هذه الحملة".
كما اكدت ان هذه الحملة على مواقع التواصل الاجتماعي تهدف إلى "توفير الادوية التي لا توجد في المستشفيات في غالب الأحيان، والتي يضطر المريض إلى شرائها، وفي حال لم لم يستطع يترك للمرض الذي لا يرحم".
وأوضحت أن هذه الحملة تم إطلاقها من طرف سيدات مصابات بالسرطان ووصفتهن بـ "المحاربات"، من أجل أن يسمعن صوتهن".
وطالبت في حديثها للموقع بضرورة مواكبة للمرضى نفسيا، "للتخفيف من الآلام التي يعيشونها"، وعبرت عن أملها في أن تمد المصحات الخاصة يد المساعدة للحالات المستعجلة التي لا تتحمل الانتظار.
أما رجاء الحاتمي، وهي ناجية من السرطان ومن بين المنخرطات في الحملة فقد قالت ليابلادي "في البداية أنشأت مغربية مقيمة بإيطاليا صفحة خاصة بالسيدات مرضى السرطان من مختلف المدن المغربية، على مواقع التواصل الاجتماعي لنتبادل تجاربنا ومعاناتنا مع المرض، وقبل 15 يوما قررنا إطلاق حملة تحت شعار "مابغيناش نموتو بالسرطان اعطيونا حقنا في العلاج بالمجان" وهي حملة لقيت أصداء إيجابية في مختلف أنحاء المملكة".
وأضافت أن هذه الفكرة جاءت نتيجة المعاناة التي تعيشها إحدى المصابات بمرض السرطان وأوضحت ان هذه السيدة تدعى رجاء وواجهت "صعوبة منذ شهر غشت الماضي في حصصها العلاجية، وذلك بسبب عدم توفر الدواء وهو ما أدى إلى انتشار المرض أكثر فأكثر"، وأضافت أنهن حاولن جمع مساعدات لها إلا أن ذلك لم يكن كافيا، إذ يصل مبلغ الحصة الواحدة إلى 3 آلاف درهم كما أنها ملزمة بالقيام بحصص العلاج الإشعاعي والذي تبلغ قيمته 30 ألف درهم.
وتابعت "قمنا بتسجيل فيديوهات لنخرج عن صمتنا ونتحدث عن معاناتنا، وهو ما منح الشجاعة لسيدات أخريات مصابات بمرض السرطان لكسر الحواجز والتعبير عن معاناتهن مع المرض، لنكتشف في الأخير أننا نعاني من نفس المشاكل وهي قلة الدواء والتأخير في المواعيد موضحة أن الهدف من الحملةهو إيجاد حلول ملموسة لمشاكلنا".
بدورها قالت خديجة بلمقدم، رئيسة جمعية "نسيبة" للعناية بمرضى السرطان بالرباط في تصريح ليابلادي ان مرضى السرطان يواجهون "صعوبة كبيرة في الحصول على الدواء، نظرا لعدم توفره بالمستشفى في أغلب الأحيان"، وهو ما يجعلهم "ملزمين بشرائه، ونحن كجمعية نحاول مساعدتهم قدر المستطاع، عن طريق جمع التبرعات من المحسنين وهذا شيء غير كاف"، مشيرة إلى أن هؤلاء المرضى يعانون في صمت".
وبحسبها يوجد نوع من الدواء يحتاجه بعض المرضى في حصصهم العلاجية، "غير متوفر في المغرب ويوجد في مليلية وسبتة، ويعجز المرضى عن اقتنائه، خصوصا المرضى ذوي الإمكانيات المحدودة".
وأشارت إلى أن البعض يستغل معاناة هؤلاء المرضى من أجل كسب المال على حسابهم، ويقومون بتهريب هذه الأدوية.
وأوضحت ان جمعيتها تستقبل الأشخاص الذين يتوفرون على بطاقة نظام المساعدة الطبية "راميد"، "ونتكفل بفحوصاتهم الطبية بحكم أنهم في حاجة أكثر إلينا، وبالنسبة للأشخاص الذين لا يتوفرون على تغطية صحية، فالجمعية تقوم بمساعدتهم في الحصول على بطاقة "راميد"، أما الأشخاص المنخرطين في نظام آخر للتغطية الصحية فلا نستقبل ملفاتهم، باستثناء إذا كانوا في حاجة إلى المبيت بالجمعية خلال أيام العلاج".
بدوره أكد محمد بلقاضي، مدير جمعية "السرطان ..كلنا معنيون" بمدينة تطوان، في تصريح مماثل ليابلادي أن "هناك نقص شديد في الادوية والمعدات، حيث أن المستشفى الجامعي بطنجة يتوفر على جهاز واحد للعلاج الإشعاعي فقط وهو لا يكفي المرضى كلهم، وبالتالي يتم تأخير مواعيد المرضى ما يزيد من معاناتهم وأيضا انتشار المرض".
وتابع "بصفتنا جمعية، نحاول مواكبة المرضى ومساعدتهم في إجراء الفحوصات اللازمة، كما أننا نحاول الآن توفير حافلة خاصة بالمرضى الذين يقطنون بمدينة تطوان لنقلهم أيام العلاج إلى المستشفى بمدينة طنجة".