نقلت وكالة الأنباء الفرنسية عن مسؤول في الإدارة الأمريكية، قوله إن وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو سيتوجه في الرابع من شهر دجنبر المقبل إلى المغرب، وسيلتقي الملك محمد السادس.
وأكد المسؤول ذاته أن الولايات المتحدة الأمريكية تعتبر المغرب "شريكاً في تحقيق أهدافها في المنطقة بما في ذلك تطبيع العلاقات مع إسرائيل".
ووصف المغرب بأنه "شريك مهم لنا في مجموعة من القضايا"، وتابع أن المغرب "يلعب دوراً كبيرا في المنطقة كشريك مهم في نشر التسامح، ولديه علاقات هادئة مع إسرائيل كذلك".
وزاد قائلا المغرب "شريك عظيم في مكافحة الإرهاب"، مشيرا إلى قرار إعادة المواطنين المغاربة الذين انضموا إلى تنظيم الدولة الإسلامية في سوريا.
ويعتبر بومبيو أرفع مسؤول أمريكي يزور المغرب مند انتخاب دونالد ترامب رئيسا، علما أنه سبق لجاريد كوشنير كبير مستشاري الرئيس ترامب، أن زار المغرب والتقى أيضا بالملك محمد السادس.
وتحاول إدارة الرئيس الأمريكي إنهاء القطيعة العربية لإسرائيل من خلال فرض خطتها للسلام التي تعرف إعلاميا بـ"صفقة القرن" والتي قوبلت برفض فلسطيني وكذا من قبل بعض الدول العربية.
وخلال الآونة الأخيرة نجحت الولايات المتحدة الأمريكية في إحداث تقارب مهم بين الدولة العبرية ودول الخليج العربي، حيث تجاوز الأمر الزيارات السرية، ووصل إلى تبادل الزيارات علنا، كما وقع خلال زيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو إلى سلطنة عمان خلال شهر أكتوبر من السنة الماضية.
وسبق للمغرب أن شارك في "ورشة البحرين" التي دعت لها الإدارة الأمريكية خلال شهر يونيو الماضي، إلى جانب عدد من الدول العربية، والتي تم خلالها مناقشة الشق الاقتصادي من "صفقة القرن"، التي أعدتها الإدارة الأمريكية لإنهاء الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، والتي تحدثت بعض التسريبات الإعلامية على أنها تقوم على إجبار الفلسطينيين، بمساعدة دول عربية وخصوصا المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة، على تقديم تنازلات كبيرة لمصلحة إسرائيل.
وتأخرت إدارة ترامب في إعلان الشق السياسي من الخطة، بسبب الأزمة السياسية في إسرائيل، حيث فشل رئيس الوزراء الحالي بنيامين نتنياهو في تشكيل حكومة جديدة بعد الانتخابات التشريعية التي جرت خلال شهر شتنبر الماضي.
وعلى الرغم من القطيعة الدبلوماسية المعلنة رسميا بين المغرب وإسرائيل، إلا أن صحافيين ومحللين في إسرائيل يشيرون إلى أن العلاقات بين الدولتين أكثر دفئا من العلاقات بين الدولة العبرية ودول عربية أخرى تجمعها معها اتفاقيات سلام مثل الأردن، كما أنه سبق لمسؤول في الخارجية الإسرائيلية أن أشاد "بالعلاقات التاريخية مع المغرب".
يذكر أن المغرب ربط علاقات دبلوماسية بشكل رسمي للمرة الأولى مع إسرائيل سنة 1993، وذلك بعد توقيع اتفاق أوسلو بين الدولة العبرية ومنظمة التحرير الفلسطينية، حيث تم تبادل افتتاح مكاتب اتصال في كل من تل أبيب والرباط. لكن ومع انطلاق الانتفاضة الفلسطينية الثانية سنة 2000 قرر المغرب قطع علاقاته مع الدولة العبرية.
وبعد ثلاث سنوات، ورغم قطع العلاقات الدبلوماسية، زار وزير الخارجية الإسرائيلي سيلفان شالوم الرباط، والتقى بالملك محمد السادس في تطوان، وبعد ثلاث سنوات أيضا من ذلك، زار رئيس حزب العمل الإسرائيلي عمير بيريتس المملكة، والتقى بدوره بالملك محمد السادس بمدينة فاس.