أعلنت الهيئة العليا المستقلة للانتخابات في تونس يوم أمس الإثنين، عن فوز المرشح الرئاسي قيس سعيد في الدور الثاني من الانتخابات الرئاسية التونسية السابقة لأوانها.
وحسب النتائج النهائية، فقد حصل أستاذ القانون الدستوري قيس سعيد على نسبة 72.71 بالمئة من مجموع الأصوات، فيما حصل منافسه رجل الأعمال نبيل القروي الذي يتولى رئاسة حزب قلب تونس، على نسبة 27.29 بالمئة.
وأوضحت الهيئة، أن نسبة المشاركة بلغت 57,85%، أي أن عدد التونسيين الذين أدلو بأصواتهم بلغ مليونان و700 ألف ناخب.
ومن المتوقع أن يتسلم حاكم "قصر قرطاج" الجديد، السلطة بحلول 30 أكتوبر الجارى كأقصى تقدير، حيث سيدعو رئيس مجلس نواب الشعب أعضاء المجلس للاجتماع لكي يؤدي قيس سعيد اليمين الدستورية أمامهم.
ويمنح الدستور التونسي صلاحيات محدودة لرئيس البلاد مقارنة مع تلك التي تمنح لرئيس الحكومة والبرلمان. ويتولى بالأساس الإشراف على ملفات السياسة الخارجية والأمن القومي والدفاع.
وكان قيس سعيد قد أكد في برنامجه الانتخابي أنه سيعمل على تعديل نظام الحكم من برلماني إلى رئاسي وإنشاء محكمة دستورية.
قيس سعيد والمغرب
وفي البرنامج الانتخابي الذي قدمه للشعب التونسي، قال قيس سعيد المولود سنة 1958، إنه سيعمل على إعادة الاعتبار للدبلوماسية التونسية وتعيين السفراء وفق قانون الكفاءات وتحديد سقف أدنى لمردودية كل سفير والتقليل من طواقم السفارات الذي يثقل كاهل الدولة.
كما قال إنه سيتقدم بمبادرة تونسية "لإعادة هيكلة وإصلاح وتفعيل دور جامعة الدول العربية وإحياء التقارب العربي العربي على أساس الانتماء اولا والاحترام والتعاون ثانيا".
وفيما يخص المغرب العربي، أكد أنه سيعمل على "تفعيل وإحياء الاتحاد المغاربي بروح جديدة". وإدراكا منه لحقيقة أن الخلاف المغربي الجزائري بخصوص قضية الصحراء الغربية هو الذي يقف عائقا أمام اندماج الدول المغاربية، نص قيس سعيد في برنامجه الانتخابي على "مبادرة تونسية لإنشاء لجنة مغاربية تعنى بملف الصحراء الغربية لفض النزاع الجزائري المغربي".
وتجنب قيس سعيد الإشارة إلى جبهة البوليساريو، وتحدث بالمقابل عن الجزائر باعتبارها طرفا رئيسيا في النزاع حول قضية الصحراء، رغم أن حكام قصر المرادية يزعمون أنهم ليسوا طرفا في النزاع. وسبق للرئيس التونسي الجديد أن أشار إلى أن أول زيارة رسمية خارجية له ستكون إلى الجزائر.
هل يلاقي قيس سعيد مصير المنصف المرزوقي؟
ولا تعتبر هذه المرة الأولى التي يتحدث فيها رئيس تونسي عن وساطته لتجاوز الخلافات المغربية الجزائرية، فقد سبق لمساعي الرئيس التونسي الأسبق المنصف المرزوقي (2011-2014) لعقد قمة مغاربية في تونس سنة 2012، أن اصطدمت بالرفض الجزائري.
آنذاك حصل المرزوقي على موافقة كل من المغرب وليبيا وموريتانيا لعقد قمة مغاربية، فيما اكتفى الرئيس الجزائري السابق عبد العزيز بوتفليقة بالحديث عن موافقة من حيث المبدأ، قبل أن يتراجع عن ذلك.
وخلال شهر يونيو الماضي قال المرزوقي الذي يرأس حاليا حزب حراك تونس الإرادة "قمت بجولة خلال سنة 2012، في عواصم الدول المغاربية في محاولة للتقريب بين مواقف المغرب والجزائر فيما يخض مسألة قضية الحدود المغلقة، والتي تعتبر قضية مضرة بالشعوب وبدول المنطقة، لكن الرفض كان يأتي دائما من القادة الجزائريين".
يذكر أن أول مهام الرئيس الجديد قيس سعيد، ستكون هي تكليف مرشح لتشكيل الحكومة الجديدة، وفقا للنتائج التي أسفرت عنها الانتخابات التشريعية والتي تصدرتها حركة النهضة الإسلامية بعد حصولها على 52 مقعدا.