القائمة

أخبار

ما حقيقة تعرض طالبات للاعتداء داخل مدرسة عليا بالرباط في إطار ما يسمى بالبيزوطاج؟

تناقلت العديد من المنابر الإعلامية قبل أيام، خبر إصابة طالبات بجروح استدعت نقلهم إلى المستشفى، وذلك في إطار ما يسمى بـ"البيزوطاج"، إلا أن إدارة المدرسة والطلبة نفوا ذلك وأكدوا أن الشجار وقع خارج أسوار المدرسة ولا علاقة له بـ"البيزوطاج".

نشر
DR
مدة القراءة: 4'

تداولت مجموعة من المنابر الإعلامية المغربية نهاية الأسبوع الماضي خبرا حول تعرض فتاتين للاعتداء على يد طلبة المدرسة العليا للمعادن بالرباط، وذلك في إطار ممارسات ما يسمى بـ "البيزوطاج"، وهو نوع من "الاحتفالات" التي يقوم بها الطلبة القدامى "ترحيبا" بالطلبة الجدد.

 وذكر موقع"هسبريس" أن نشاطا لتسهيل اندماج الطلبة في المحيط الجديد، نظم مؤخرا بالمدرسة العليا للمعادن بالرباط، تحول إلى "ساحة وغى" راحت ضحيته فتاتان، تعرضتا للضرب المبرح على أيدي طلبة، من جهته أفاد موقع " le 360" بأن "طالبة بالمدرسة العليا للمعادن بالرباط، تعرضت لاعتداء عنيف هي وأختها في بهو المؤسسة (...) تعرضت الفتاتان إلى إصابات خطيرة ". نفس الخبر نقله موقع "كيفاش" الذي أوضح أن رفض الطالبة طقوس البيزوطاج "دفع مجموعة من الطالبات إلى الدخول معها في نقاش حاد، تحول إلى صراع بالأيدي، بين الطالبات القدامى والطالبة الجديدة وأختها التي حاولت الدفاع عنها".

الخبر وجد صدى كبيرا على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث تداول العديد من الأشخاص مقطع فيديو يظهر نشوب شجار بين بعض الفتيات، ذات الشريط يظهر تدخل بعض الأشخاص في محاولة لإنهاء الشجار، فيما أرجعت بعض المواقع الإخبارية، الشجار إلى "العنصرية".

وتجاز هذا الموضوع منصات مواقع التواصل الاجتماعي، حيث وجد طريقه إلى الغرفة الأولى بالبرلمان، إذ وجه فريق الأصالة والمعاصرة، سؤالا كتابيا إلى وزير التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي والبحث العلمي سعيد أمزازي، وطالبه بـ "الكشف عن التدابير المتخذة للحد من العنف داخل المؤسسات الجامعية".

 وجاء في السؤال أن "بعض الممارسات خرجت عن المألوف ووصلت إلى حد تعمد التشهير ببعض الطلبة عبر تسريب مقاطع وصور لتلك التجاوزات في حقهم، مما تسبب في مضاعفات وآثار نفسية بليغة لدى البعض، وصلت حد الانقطاع عن الدراسة".

ما حقيقة ما وقع؟

وفي تصريح لموقع يابلادي نفى مدير المدرسة العليا للمعادن بالرباط، مصطفى الودغيري ما تم تناقله، وقال إن كل ما يتم تداوله سواء في المواقع الإخبارية أو في مواقع التواصل الاجتماعي "حول تعرض الفتاة للضرب في إطار ما يسمى بالبيزوطاج لا أساسا له من الصحة" وأوضح أن ما يظهره مقطع الفيديو "هو شجار وقع بين فتيات بعضهن من المؤسسة لكن خارج أسوار المدرسة".

وأكد مدير المؤسسة أن "الفتاة بصحة جيدة وتتابع دراستها بشكل عادي" وأشار إلى أن جميع الطلبة يعاملون بنفس الطريقة ولا علاقة لذلك بـ "العنصرية كما تم الترويج له في بعض المنابر الاخبارية"، واسترسل قائلا إن المؤسسة تمنع منعا كليا ما يسمى بـ"البيزوطاج كما يتم فرض عقوبات على المتورطين في ذلك، سواء بإحالتهم على المجلس التأديبي أو طردهم من المدرسة نهائيا".

من جهته قال نبيل النويني، رئيس جمعية مهندسي المدرسة الوطنية للصناعة المعدنية في تصريح لموقع يابلادي إن الامر يتعلق بفتاة من المؤسسة تتابع دراستها في السنة الأولى، بالإضافة إلى أختها وصديقتها اللائي لا يدرسن بالمؤسسة.

وأوضح أنه "وقع شجار بينهن وبين طالبات من المدرسة، لكن خارج أسوار المؤسسة وخارج نطاق طقوس البيزوطاج"، مشيرا إلى أن "القضية أخدت أبعادا أكبر من حجمها الحقيقي"، وأكد أن طقوس "البيزوطاج" تتخللها "أنشطة ثقافية وترفيهية، هدفها دمج الطلبة الجدد مع الطلبة القدامى وليس لها أي علاقة بالعنصرية، وأن المؤسسة تستقبل جميع الطلبة من مختلف المدن المغربية بل ومن خارج المملكة أيضا".

وسبق لجمعية مهندسي المدرسة الوطنية للصناعة المعدنية أن عبرت في بيان لها عن أسفها "لما آلت إليه الأوضاع الأخيرة الناجمة عن شجار بين طالبة مهندسة تتم دراستها في السنة الثالثة من سلك المهندسين وطالبة مهندسة جديدة كانت بصحبة أحد قريباتها، الشيء الذي نتجت عنه تطورات وتأويلات لا أساس لها من الصحة".

من جانبها أكدت طالبة تتابع دراستها في السنة الثانية في المدرسة العليا للمعادن بالرباط، طلبت عدم ذكر اسمها أن "البيزوطاج" يقام كل سنة "في المؤسسة من أجل إدماج الطلبة الجدد ولكن الفتيات عموما لا تتعرضن فيه للعنف".

وأكدت أن ما تم تداوله من قبل المواقع الإخبارية لا أساس له من الصحة، وأضافت "كنت شاهدة على الحادث الذي وقع خارج المؤسسة وخارج نطاق البيزوطاج"، مشيرة إلى أن "الامر بدأ بمشادات كلامية وانتهى بشجار فيما بينهن، إلا أن تدخل طلبة المدرسة لفك الاشتباك".

كن أول من يضيف تعليق على هذا المقال