نظمت اليوم الخميس بالصخيرات، أشغال الدورة الأولى للمناظرة الوطنية للتنمية البشرية، تحت شعار "تنمية الطفولة المبكرة، التزام من أجل المستقبل". وعرفت حضور 500 مشارك يمثلون المؤسسات والهيئات الوطنية والدولية والمجتمع المدني والجماعات الترابية والقطاع الخاص.
وتم تحديد ثلاثة أهداف رئيسية لهذه المبادرة، ويتمثل الهدف الأول في توعية الجهات الفاعلة في مجال التنمية البشرية بالمغرب بالقضايا المتعلقة، بتنمية الطفولة المبكرة، وتجلى الهدف الثاني في مشاركة رؤية ومقاربة المبادرة الوطنية للتنمية البشرية وكذلك النتائج الملموسة الأولى للمشاريع المنجزة في مجال الطفولة المبكرة، في يتمثل ثالث الأهداف في خلق فضاء للتبادل والمشاركة بين الجهات الفاعلة في التنمية البشرية.
وخلال الجلسة الافتتاحية تمت تلاوة الرسالة التي وجهها الملك محمد الساس للمشاركين في هذه الدورة، والتي أكد فيها أن الاستثمار في الجوانب اللامادية للتنمية البشرية يشكل المنطلق الحقيقي لبناء مغرب الغد.
وأضاف في الرسالة التي تلاها عبد الوافي لفتيت، وزير الداخلية، أن هذه الخطوة تعد "أحد التحديات الواقعية التي نراهن على كسبها، من أجل فتح آفاق واعدة، وتوفير فرص جديدة أمام الأجيال الصاعدة".
وشهدت الجلسة الافتتاحية لهذه المناظرة حضور رئيس الحكومة، سعد الدين العثماني، وعدد من أعضاء الحكومة المعنيين بتنفيذ برامج المبادرة الوطنية للتنمية البشرية.
وبحسب المنظمين فإن اختيار هذه الدورة لموضوع تنمية الطفولة المبكرة يأتي باعتباره محورا أساسيا للبرنامج الرابع للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية الذي يهدف إلى دعم الأجيال الشابة في مراحل مهمة من الحياة من خلال التركيز على الاستثمار في الرأسمال البشري وتحسين تغذية وصحة الأم والطفل وتعميم التعليم الأولي.
وعرفت أشغال هذه المناظرة تنظيم ورشات علمية وبيداغوجية تهم مختلف المحاور والجوانب المتعلقة بتنمية الطفولة المبكرة، وكذا إلقاء عروض من طرف عدد من الأساتذة الباحثين والأكاديميين والخبراء المغاربة والأجانب من ذوي الاختصاص.
كما تم تنظيم ثلاث جلسات حول "المشاريع والأدوات المبتكرة للتنمية المعرفية ولاجتماعية للأطفال"، و"المشاريع والأدوات المبتكرة لصحة وتغذية الأم والطفل"، و"نحو سياسة مندمجة لتنمية الطفولة المبكرة".
وخلال أشغال المناظرة تم توقيع اتفاق ثلاثي بين المبادرة الوطنية للتنمية البشرية ووزارة الصحة ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف) يتوخى تعزيز برنامج صحة الأم والطفل.
ويهدف هذا الاتفاق الذي وقعه كل من وزير الصحة، أنس الدكالي، والوزير المنتدب لدى وزير الداخلية، ونور الدين بوطيب، وممثلة منظمة (يونيسيف) بالمغرب، جيوفانا باربريس، إلى تقليص معدل وفيات الأمهات وحديثي الولادة بالوسط القروي، وذلك عبر وضع منظومة للصحة الجماعاتية تمكن من تقريب الرعاية الصحية من الساكنة.
كما يروم الاتفاق محاربة تأخر النمو ونقص المغذيات الدقيقة، عبر وضع منهجية بين قطاعية وإرادية تركز بالأساس على محاربة سوء التغذية، وذلك على المستوى المركزي من خلال إحداث "لجنة التغذية" لتتبع ودعم تقدم الأشغال التنظيمية، وعلى المستوى الجهوي من خلال تنظيم لقاءات متعددة القطاعات لتوعية وتحسيس المهنيين وإعداد خطط عمل.
وشهدت نهاية أشغال المناظرة تنظيم حفل توزيع جوائز هاكثون التنمية البشرية، وهو مسابقة لأفكار المشاريع المبدعة، لفائدة الفرق الاثنتي عشر الفائزة في الهاكاثون الجهوي.