يتجه حزب الأصالة والمعاصرة نحو طي صفحة الخلافات التي كادت تؤدي إلى انقسامه، فقد اجتمع يوم أمس الإثنين الأمين العام للحزب حكيم بنشماش، بفاطمة الزهراء المنصوري رئيسة المجلس الوطني للحزب والمنتمية لتيار المستقبل الساعي لإزاحة بنشماش من الأمانة العامة.
وفي تصريح لموقع يابلادي قال مصدر من داخل حزب الأصالة والمعاصرة طلب عدم ذكر اسمه "كان على الطرفين معا تقديم تنازلات. خلال الأسابيع أو الأشهر المقبلة، سينظم حزب الأصالة والمعاصرة مؤتمر واحدا وليس مؤتمرين من أجل طي صفحة بنشماش بشكل نهائي".
وأضاف ذات المصدر أنه "من دون شك سيتم اختيار شخصية توافقية من أجل إدارة المرحلة المقبلة إلى غاية الانتخابات التشريعية لسنة 2021. شخصية نأت بنفسها عن التجاذبات وحرب البيانات المستعرة منذ أشهر بين تيار المستقبل من جهة وأنصار حكيم بنشماش من جهة ثانية".
وأوضح مصدرنا أنه "خلال الاجتماعات المقبلة سيتم الكشف عن اسم الشخصية التوافقية التي ستقود حزب الجرار".
وجاء اجتماع حكيم بنشماش بفاطمة الزهراء المنصوري، بعد مرور ثلاثة أيام فقط على الاجتماع الذي عقده تيار المستقبل في العاصمة الرباط، وهو الاجتماع الذي تحدث فيه أحمد اخشيشن الرجل الثاني في الحزب عن تعليق الاستعدادات لعقد المؤتمر الذي كان مقررا نهاية شهر شتنبر الجاري.
وكان تيار المستقبل سيصطدم بعقبات قانونية وسياسية في طريقه لتنظيم المؤتمر الساعي للإطاحة ببنشماش.
وتعيد أزمة حزب الأصالة والمعاصرة الذي يعد ثاني أقوى الأحزاب المغربية بعد حزب العدالة والتنمية، إلى الأذهان الأزمة التي مر بها خلال سنة 2018، والتي انتهت بتسليم إلياس العماري مقاليد إدارة الحزب إلى حكيم بنشماس، وبالتالي وضع حد للخلاف بينه وبين رئيسة المجلس الوطني فاطمة الزهراء المنصوري.
ومنذ تأسيسه سنة 2008، تناوب خمسة أمناء عامون على إدارة الحزب، هم: حسن بعدي ومحمد الشيخ بيد الله، ومصطفى الباكوري، وإلياس العماري، وحكيم بنشماش الذي لا يزال في منصبه منذ ماي من سنة 2018.
وسيكون حزب التجمع الوطني للأحرار أحد أبرز الخاسرين من التوافق الحاصل داخل حزب الأصالة والمعاصرة، إذ كان يراهن على انقسام الحزب من أجل استمالة أعيانه خلال الانتخابات التشريعية لسنة 2021 ليتمكن من الظفر بالمركز الأول.