القائمة

أخبار

دياسبو # 107: نادية دالا ...مغربية فرضت نفسها في عالم الصحافة والتأليف

تكرس نادية دالا وهي بلجيكية من أصل مغربي، حياتها للتعليم والكتابة، إلى جانب عملها كصحافية مستقلة، بعد اكتسابها خبرة كبيرة في المجال من خلال عملها في العديد من وسائل الإعلام في بلجيكا وأيضا تدريسها بالولايات المتحدة الأمريكية.

نشر
نادية دالا، صحافية وكاتبة بلجيكية من أصل مغربي
مدة القراءة: 4'

ولدت نادية دالا في أنتويرب كبرى المدن الفلمندية في بلجيكيا، من أم بلجيكية فلمنكية وأب مغربي ينحدر من مدينة بركان، قررا الانفصال فيما بعد عن بعضهما. أمضت نادية معظم طفولتها في مدرسة داخلية مع شقيقتها فريدة، كما أن لديها أخوين غير شقيقين هما يونس ويزيد.

ساهمت المشاكل العائلية في تكوين شخصية نادية، حيث قررت التمسك بأحلامها وطموحاتها والمضي قدما، وقالت في تصريحها لموقع يابلادي "لم تتح لوالدي الفرصة للدراسة لأنه فقد والديه في سن مبكرة، اشتغل في عدة قطاعات، كما عمل أيضا في ميناء أنتويرب، لكنه كان فخوراً برؤية بناته تذهبن إلى المدرسة ".

بعد إتمام دراستها الابتدائية والثانوية، تمكنت نادية من الحصول على إجازة في اللغة العربية وتاريخ العالم العربي من الجامعة الكاثوليكية في لوفان، لتنتقل بعد ذلك إلى مصر ومكثت بها لمدة سنة، قامت خلالها بتدريب في صحيفة ميدل إيست تايمز.

وكانت هذه التجربة التي قضتها الشابة المغربية في مصر، فرصة لاكتشاف وتعلم المزيد عن العالم العربي والثقافة الإسلامية، وقالت "كان أبي يفتخر جدا بكون إحدى بناته أصبحت صحافية، كان يقرأ مقالاتي وهو في غاية السعادة".

وبعد خطوتها الأولى في عالم الصحافة بمصر، قررت الشابة المغربية الطموحة الالتحاق بهيئة تحرير صحيفة "دي مورغن" البلجيكية الناطقة باللغة الهولندية في بروكسل، وبعد اكتسابها خبرة أكثر انتقلت إلى صحيفة "ذي ستاندر"، ومنها مباشرة إلى التلفزيون الوطني البلجيكي.

وعملت نادية كمراسلة للتلفزة البلجيكية، لتتمكن بعدها من إثبات وفرض ذاتها داخل المؤسسة، لتنتقل بعد ذلك للعمل كمنشطة للبرامج الثقافية في قناة "كانفاس" وتصبح أيضا منسقة لسياسة التنوع في القناة الوطنية، تعمل على دمج شباب من خلفيات مهاجرة في فرق المجموعة التلفزية.

بالموازاة مع ذلك، أشرفت نادية على أفلام وثائقية، تحدثت فيها بشكل خاص عن بالنساء المسلمات، وقالت لموقع يابلادي، "أجريت مقابلات مع أربعة نساء يختلفن عن بعضهن البعض، لكن كلهن مسلمات، من المحافظات إلى الليبراليات إلى العصريات، وذلك من أجل إثبات أننا يمكن أن نكون متدينات أو مؤمنات بطرق مختلفة".

وبعدها اتجهت نادية نحو جنس التحقيق الصحفي، وقامت بتأليف كتاب عن العشرية السوداء في الجزائر بعنوان "الله يبكي من أجل الجزائر".

وقالت الباحثة المغربية، "ألفت هذا الكتاب لإعطاء بعض الأفكار حول ظهور الجماعات الإسلامية المسلحة والأيديولوجيات السياسية العنيفة والأصولية التي تأخذ السكان المدنيين كرهائن"، واستفادت نادية من المنح الدراسية لتطوير البحوث والسفر إلى تونس والولايات المتحدة.

كما واصلت نادية اهتمامها بالنساء، وكذا قضية الحجاب والإسلام، لتقوم بنشر كتابها الثاني في سنة 2015 والذي اختارت له عنوان "عندما يسقط الحجاب" ضمت فيه عشرة بورتريهات، وقالت "في ذلك الوقت كنت قد سئمت بالفعل من النقاشات حول الحجاب، وشعرت بوجوب التعبير عن رأيي حوله"، وأشارت إلى أن هذا الكتاب "حاول أن يُظهر التنوع الموجود لدى مرتديات الحجاب".

وكانت نادية تتلقى طوال حياتها المهنية، سواء أثناء اشتغالها في التلفزة أو أثناء تحولها إلى التأليف، العديد من الرسائل من طلاب الصحافة المهتمين بمشاركة عملهم وكتابتهم معها، كما تم استدعاؤها إلى مدرسة توماس مور للصحافة للتدريس بها.

وتحكي نادية عن مهامها داخل المؤسسة، وقالت إنها تعطي دروسا عن الإعلام والتنوع، بالإضافة إلى دروس في المراسلة الدولية بجامعة جورد تاون في الولايات المتحدة، وأضافت "بالنسبة لطلابي، كتبت كتابًا آخر كرسته بالكامل حول التواصل بين الثقافات، وتم نشره سنة 2010 واعتمدته في البداية كمنهج للتدريس".

ونظرًا لاهتمام الباحثة المغربية، بالمواضيع المتعلقة بالهجرة في بلجيكا والاندماج والعالم العربي، فإنها تبدي اهتماماها بالنقاشات الحالية حول هذه المواضيع في أوروبا، وقالت أعتقد أنه "لم تعد توجد نقاشات موضوعيه، وهي إحدى الأسباب التي جعلتني لم أعد جزء منها في الساحة العامة، نحن نستنسخ نفس الكليشيهات والصور النمطية منذ عشرين سنة ".

وتابعت الباحثة والكاتبة المغربية حديثها قائلة "أنا لست إنسانة سياسية، لذا فإن مساهمتي تتم في الغالب من خلال المقالات التي أكتبها لمنصات تعليم الشباب، من أجل إخبارهم بأنهم أذكياء بدرجة كافية لاتخاذ القرارات الصحيحة".

بالموازاة مع حياتها المهنية، تقدم الباحثة المغربية دروسا في اليوجا العلاجية للأشخاص الذين يعانون من الصدمات الجسدية أو العقلية، وقالت"سافرت كثيرًا وعشت في بلدان مختلفة، مما جعلني أختبر حقائق مختلفة".

وتابعت "كوني من خلفية مهاجرة ومن أبوين من جنسيتين مختلفتين، عانيت من صعوبات اضطررت وقتها للحفاظ على هدوئي من أجل مواجهة نظرة الآخرين لي. حسب طبيعة تجربتي الصحفية، تعلمت أنه من أجل المضي قدما، فإنه من الضروري أن تكون لدي نظرة تحليلية وأنا راضية""، وأنهت حديثها قائلة " أعمل حاليا على مشروع رواية مرتبطة بالمناقشات الدائرة حاليا في بلجيكا".

كن أول من يضيف تعليق على هذا المقال