القائمة

أخبار

المغاربة المقيمون في الخارج متذمرون من تعيين عبد اللطيف معزوز وزيرا لهم

أصيب المغاربة بخيبة أمل منذ أن تم تعيين الحكومة الجديدة ، ليس فقط بسبب وجود امرأة واحدة وزيرة وهي السيدة بسيمة الحقاوي في حكومة بنكيران، ولكن كذلك بسبب كون وزير مغاربة الخارج ليس من المقيمين في الخارج. يتعلق الأمر بعبد اللطيف معزوز من حزب الاستقلال الذي عين وزيرا منتدبا لدى رئيس الحكومة مكلف بالمغاربة المقيمين في الخارج. وكان يشغل في حكومة عباس الفاسي منصب وزير التجارة الخارجية.

نشر
عبد اللطيف معزوز الوزير المنتدب لدى رئيس الحكومة مكلف بالمغاربة المقيمين في الخارج
مدة القراءة: 6'

المفارقة الغريبة في تعيين عبد اللطيف معزوز والتي تحمل دلالة كبيرة، هي أن يكون وزيرا سابقا للتجارة الخارجية، علاوة على أنه اقتصادي، من سيسير وزارة المغاربة القاطنين في الخارج. للأسف، فلم يكن الحظ حليف المغاربة القاطنين في الخارج الذين سئموا من مقارنتهم بأبقار حلوب وأن ينظر إليهم من منطلق مساهمتهم الاقتصادية في بلدهم الأصل فالتجارة وأرقام المعاملات والاستثمار ستبقى ملتصقة بهم.

 وزير منتدب

وعلاوة على ذلك ، فالاسم الأدق للمنصب الذي تولاه  تعيين عبد اللطيف معزوز هو " وزير منتدب لدى رئيس الحكومة مكلف بالمغاربة المقيمين في الخارج " على شاكلة محمد عامر الوزير المنتدب السابق المكلف بالمغاربة المقيمين في الخارج في حكومة عباس الفاسي. والسؤال الذي يطرح نفسه: ما هي المهام الحقيقية لوزير منتدب؟ 

 يفسر محمد الطوزي أستاذ العلوم السياسية " الوزير المنتدب هو وزير يعمل تحت إشراف الوزير الأول ويرتبط إداريا به. وهذا أمر جيد لأنه يستفيد من سلطة رئيس الحكومة على باقي الوزارات. وهذا أفضل من أن يكون ملحق بوزارة الشؤون الخارجية. بالإضافة إلى ذلك، فالوزير المنتدب أفضل شأنا من كاتب الدولة ،وهذا شيء أكيد إلا أنه أقل شأنا من وزير. ألا يستحق 5 ملايين من المغاربة المقيمين في الخارج (10%  من سكان المغرب حاليا) ، أن تكون لهم وزارة  قائمة بذاتها؟ فهم يمثلون لوحدهم دولة ( سويسرا تضم حاليا حوالي 8 مليون نسمة).

 وزير المغاربة القاطنين في الخارج، لكن ليس من المقيمين في الخارج

ومع ذلك، ما لا يفهم بالإضافة إلى خيبة الأمل التي شعر بها بعض المغاربة القاطنين في الخارج الذين اتصل بهم اليوم هاتفيا موقع يابلادي، هو أن كون الوزير الجديد لا يقطن بالخارج. لم يستسغ بعد ، بدءا من صفوف حزب العدالة والتنمية نفسه في فرنسا.

يقول عمر المرابط عضو الجالية المغربية في الخارج وعضو حزب العدالة والتنمية في باريس" كنت أتمنى أن يتم تعيين مغربي من المقيمين في الخارج في هذا المنصب عوض واحد يقطن في المغرب" "  ويتابع المرابط "لقد شدد عبد الإله بنكيران منذ البداية على تعيين مغربي قاطن في الخارج في هذا المنصب وكان قد اختار اسما. ولكنه ، في وقت لاحق، اضطر أن يتنازل، لأنه لا يمكن فعل أي شيء في حكومة تحالف. لقد قام حزب العدالة والتنمية بالتنازل على وزارة أخرى هامة وهي وزارة الاقتصاد  [التي تولاها ​​نزار بركة عن حزب الاستقلال]، فمن الطبيعي أن يتنازل عن هذا المنصب".

بعد عدة اتصالات ببعض أعضاء حزب العدالة والتنمية الذين طلبوا عدم ذكر اسمهم، في محاولة لمعرفة ما اسم الشخص الذي أراد بنكيران تعيينه في البداية ، علمنا أن الأمر كان يتعلق بعمر المرابط نفسه.

قال سالم فقير رئيس جمعية "كاب سود" للمغاربة المقيمين بالخارج "ما يؤلمني، هو أن لا يكون مغربيا قاطنا بالخارج من يعين في هذا المنصب. كنا نأمل أن يستجيب الوزير الجديد بسرعة لحاجياتنا. لكن عليه أولا تحديد هذه الحاجيات لأنه لا يعرفها. مما يعني أننا  سنهدر من سنة إلى سنتين في حين كان بإمكاننا القيام بالأمر بسرعة لو كان لدينا وزير مغربي قاطن بالخارج". ويضيف " أشعر بخيبة الأمل والإرهاق وغير متحمس لأن، ليس فقط تم استبعادنا من التصويت في الانتخابات التشريعية ولكن بالإضافة إلى كون وزارتنا تم رميها من حزب إلى آخر وكأن لا منفعة لنا نحن[ المغاربة القاطنين في الخارج] لدينا مشاكل اجتماعية وليس اقتصادية وللأسف فالمشاكل الاجتماعية استبعدت وعين وزير التجارة الخارجية".

ويقول أنس، وهو صحفي في هولندا، ساخرا "درس الوزير الجديد للمغاربة القاطنين بالخارج في تولوز وينحدر من أصول برجوازية. بالنسبة له ففرنسا مكان حيث يقضي إجازاته فقط". ويعتقد " أنه إن كان هناك حزب غائب عن مسألة المغاربة القاطنين بالخارج فهو حزب الاستقلال على عكس حزب العدالة والتنمية وحزب التقدم والاشتراكية الذين لهم صيت في الخارج. لكن أنا متخوف من دور حزب الاستقلال في المستقبل لأنه يمكنه استخدام المغاربة القاطنين بالخارج كآلة انتخابية في الانتخابات القادمة.

الأوراش التي تنتظر معزوز

إذا كان هناك شخص يعرف جيدا انتظارات  المغاربة القاطنين بالخارج فسيكون عمر المرابط الذي كان يرتقب في البداية أن يكون وزيرا للمغاربة القاطنين بالخارج. ووفقا له، فالأوراش الكبرى التي يجب أن ينكب عليها عبد اللطيف معزوز هي بحسب الأولوية : تعليم اللغة العربية لأبناء المغاربة القاطنين بالخارج، والتأطير الديني، والمشاركة السياسية بإلغاء التصويت بالوكالة والسماح للمغاربة القاطنين بالخارج بالتصويت انطلاقا من بلدان استقبالهم و أخيرا ضمان لهم خدمات إدارية جيدة. على سبيل المثال، أثار عمر المرابط مشكل الرسوم الإدارية للحصول على جواز سفر مغربي، هذه الرسوم المرتفعة حاليا بالنسبة للمغاربة القاطنين بالخارج وكذلك للمغاربة الذين يعيشون في المغرب.

ويوضح، "يجب تغيير الصورة النمطية للمغاربة القاطنين بالخارج. فهم بكل بساطة عمال مهاجرون، وهناك كذلك أطر، وأطباء وباحثون وكنت قد دعوت إلى إضافة كلمة "الكفاءات في الخارج" إلى اسم وزارة المغاربة القاطنين بالخارج بغية تشجيع العقول للعودة إلى المغرب".

وأخيرا من الأوراش المهمة في نظر عمر المرابط هو إصلاح مجلس الجالية المغربية في الخارج من خلال تعيين رئيس جديد. ويقول" ليس عاديا أن يترأس شخص مؤسستين في نفس الوقت" مشيرا إلى إدريس اليازمي الذي ليس فقط رئيس مجلس الجالية المغربية في الخارج ، بل أيضا رئيس المجلس الوطني لحقوق الإنسان .

أصوات المغاربة القاطنين بالخارج

ولا ينبغي أن تأتي المقترحات لتحسين حياة المغاربة في الخارج من السياسيين فقط ، بل أيضا من المغاربة القاطنين بالخارج أنفسهم، و ينبغي أيضا الاستماع إليهم لأن الخطر ،على المدى البعيد، سيكون خلق إنشاء قطيعة تامة بين المغاربة القاطنين بالخارج والمغرب.

"في الخارج، لا يسمع كثيرا عن الإجراءات التي اتخذتها الحكومة المغربية من أجل المغاربة القاطنين بالخارج. ينبغي على المغرب ممارسة المزيد من الضغط والتسويق لتشجيع المغاربة القاطنين بالخارج  على الاستثمار في بلدهم الأصلي. ويقول هشام الذي يعمل في القطاع المالي في دبي "لم يعد المغاربة القاطنين بالخارج عمالا ويجب إعطاء قيمة لكفاءتهم ".

وتقول أمينة صحفية في موسكو "علينا أن ندرك أن المغاربة القاطنين بالخارج ليس فقط أولئك الذين يعيشون في فرنسا أو بلجيكا. في السابق كان الوزير محمد عامر يسافر كثيرا إلى فرنسا وكندا أو الولايات المتحدة، ولكن لم يسافر قط إلى غيرها. هنا في روسيا، لم يتم عمل أي شيء للحفاظ على الصلة بين المغاربة الذين يعيشون فيها والمغرب، باستثناء في عيد العرش الذي يعرف تنظيم بعض المناسبات الخاصة. فالعلاقات التي توجد اليوم بين المملكة وروسيا هي علاقات اقتصادية صرفة ومع ذلك فكل المغاربة الذين أعرفهم مهتمين بما يحدث في الوطن ".

و تختم مريم، وهي مدرسة في انجلترا، قائلة "بعد تعيين الحكومة الجديدة، أشعر أن الشعب المغربي معني أكثر مني ، لأنه بالنسبة لي ، هذا لا يغير شيئا. فأول اتصال لنا عندما نصل إلى المغرب لقضاء عطلة، هو مع الجمارك والشرطة وهذا ليس دائما اتصالا إيجابيا. نشعر أننا لا نتلقى نفس المعاملة التي نراها على التلفزيون المغربي خلال فصل الصيف، وهذا ما يجعلنا نضحك عندما نرى ذلك! و لكن هذا لا يمنعني أن أقول دائما لابني أني أريد أن أقضي فترة تقاعدي في المغرب".

لمحة موجزة عن عبد اللطيف معزوز

ازداد عبد اللطيف معزوز بمدينة صفرو ويبلغ من العمر 57 سنة.

حصل على الإجازة في العلوم الاقتصادية من جامعة سيدي محمد بن عبد الله بفاس سنة 1978. ورحل في السنة الموالية إلى فرنسا ليحصل على شهادة الميتريز في العلوم الاقتصادية ثم دبلوم الدراسات العليا المتخصصة في تولوز. و حصل عام 2000 على دكتوراه في العلوم الاقتصادية من جامعة الحسن الثاني بالدار البيضاء.

كما شغل ما بين 1998 و2003، عدة مناصب في المركز المغربي للظرفية وكان كذلك مستشار لدى الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية في مجال التنمية الإقليمية وإنعاش الاستثمارات. وكان كذلك مديرا عاما لدار الصانع و درس الاقتصاد في جامعة الحسن الثاني و في المعهد العالى للتجارة وإدارة المقاولات.

وقبل تعيينه وزيرا للمغاربة القاطنين بالخارج، كان وزيرا للتجارة الخارجية في حكومة عباس الفاسي منذ سنة 2007.