تشرع سلطات مدينة مالقة الواقعة جنوب اسبانيا، والتي عاش بها المسلمين الأندلسيين لقرون، في توسيع خط للميترو من خلال بناء نفق جديد، يمر عبر بقايا بنايات تعود للعصر الإسلامي، مما أدى إلى تدمير هذه البنايات التراثية، التي يعود تاريخها إلى القرنين الحادي عشر والثاني عشر والثالث عشر الميلادي.
وأوضح موقع "مالقة أوي"، أنه سيتم استخراج جزء صغير فقط من بقايا هاته البنايات من أجل الحفاظ عليها، وإدراجها داخل أحد المتاحف، مشيرا إلى أنه لم يتم لحد الساعة تحديد الأثار التي سيتم إخراجها، حيث لايزال الخبراء يعملون على ذلك.
وجاء هذا القرار تنفيذا للاتفاقية التي وقعت عليها المديرية الإقليمية للثقافة بجهة الأندلس في 23 يوليوز الماضي، حيث سيتم الاحتفاظ فقط بالأجزاء الأكثر تمثيلا لهاته البنايات، والتي تم اكتشافها سابقا من قبل علماء الآثار، بالإضافة على بنايات أخرى تم اكتشافها بالقرب من مركز التسوق "إلكورتي إنكليس" الواقع في المنطقة ".
وتم نقل آلات حفر وبناء كبيرة لعين المكان، حيث تم دفن أحد المباني التاريخية تحت الأرض، وهو ما خلف استياء كبيرا وسط بعض ساكنة المدينة، التي تعتبر أن هذا القرار "أمر مؤسف".
وأشار الموقع نفسه إلى أن قرار هدم هذه الآثار ما هو إلا جزء بسيط من المشاكل التي تواجهها المدينة، حيث يحاول المسيرون التوفيق بين أمرين: تحديث البنية التحتية للمدينة من جهة، وضمان بقاء مجموعة من المواقع الأثرية التي تم تعميرها لعقود من جهة أخرى.
وفي يوليوز الماضي، حاول تقرير صادر عن وكالة الأشغال العامة تبرير عدم التمكن من الحفاظ على بقايا البنايات القديمة، في ظل العمل على إنشاء نفق للمترو وأيضا العمل عملها على مشروع بناء طريق جديد، في المنطقة التي كانت مأهولة في العصور الوسطى، حسب موقع "لا أوبنيون دي مالقة".
وأشار التقرير نفسه إلى أن "أي حل من شأنه أن يؤدي إلى الحفاظ على منظر الحي العربي بأكمله سيكون له عواقب واضحة على تطوير خط المترو، مما سيتطلب تغيير المسار".
يذكر أن أعمال الحفر الأولى في الجزء الأخير من بقايا البنايات بدأت في مارس الماضي، حيث أثار موضوع الحفاظ عليها ضجة كبيرة، وتم اقتراح وضع الأجزاء التي سيتم استخراجها بين النفق الذي سيتم بناؤه والشارع المجاور له، داخل صندوق زجاجي، إلا أن ذلك لم يتقرر بشكل رسمي بعد.