في الوقت الذي يستعد فيه المغاربة وباقي الشعوب الإسلامية، للاحتفال بعيد الأضحى، الذي يكثر فيه تناول اللحوم الحمراء، طالب خبراء أمميون بتغيير العادات الغذائية، والاعتماد على الأغدية النباتية من أجل إنقاذ كوكب الأرض.
وفي هذا الإطار، يشير مشروع تقرير تم تسريبه حول تغير المناخ واستخدام الأراضي، ونشرت صحيفة "الغارديان" البريطانية بعض مضامينه، إلى أن العلماء يحذرون من أن محاولات حل أزمة المناخ من خلال الحد من انبعاثات الكربون من السيارات والمصانع ومحطات الطاقة محكوم عليها بالفشل.
ويؤكد مشروع التقرير الذي تجري مناقشته من قبل الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ التابعة للأمم المتحدة، أنه سيكون من المستحيل الحفاظ على درجات الحرارة العالمية عند مستويات آمنة دون إجراء تغييرات على طريقة إنتاج الغذاء في مختلف دول العالم.
ويشير التقرير إلى أن 72 في المائة من سطح الأرض الخالي من الجليد، يتم استغلاله من قبل البشر لإطعام السكان وإلباسهم، ويوضح أن الفلاحة وغيرها من استخدامات الأراضي تنتج حوالي ربع انبعاثات غازات الدفيئة.
ويحذر الخبراء من أن ما يقرب من نصف جميع انبعاثات غاز الميثان، الذي يعتبر من بين أكثر الغازات الدفيئة قوة، تأتي من حقول الماشية والأرز، في الوقت الذي يؤدي فيه إزالة الغابات إلى ارتفاع انبعاثات الكربون. كما تؤدي الزراعة المكثفة إلى زيادة تآكل التربة وخفض كميات المواد العضوية في الأرض.
وأوضح مشروع التقرير أنه يجب إدارة الأراضي بطريقة أكثر استدامة، حتى يتم التقليل من انبعاثات غاز الكربون. وطالب بخفض استهلاك اللحوم لتقليل إنتاج الميثان، وتقليل نفايات الطعام.
واقترح الخبراء إحداث تحول في النظام الغذائي، والاتجاه نحو الغذاء النباتي، وطالبوا بتبني الأنظمة الغذائية الصحية والمستدامة، مثل تلك التي تعتمد على الحبوب الخشنة والبقول والخضروات والمكسرات والبذور.
لكن، في المغرب يبدو مستبعدا إحداث تحول في النظام الغذائي في المدى المنظور، فقد سبق لدراسة أجرتها صحيفة "ليكونوميست" خلال شهر يونيو الماضي أن أكدت أن 3 في المائة فقط من المغاربة نباتيون ولا يأكلون اللحم، علما أن هذه النسبة سجلت بشكل أساسي لدى كبار السن، الذين ترجح فرضية تركهم اللحوم لأسباب صحية.
وأظهرت الدراسة التي أجريت على عينة من 1000 شخص، أن ثلثي المغاربة يأكلون اللحم، ويستهلكونه بشكل منتظم أكثر من 3 مرات في الأسبوع.