تداول العديد رواد مواقع التواصل الاجتماعي، صور لشابات بلجيكيات وهن منهمكات في تبليط طريق بدوار أضار نوامان، الواقع ضواحي إقليم تارودانت، من أجل مساعدة ساكنة الدوار. وأشارت مصادر إعلامية إلى أن هذه المبادرة تدخل في إطار مشروع للتبادل الثقافي تجمع بين جمعية بلجيكية وأخرى مغربية.
وفي الوقت الذي رحب فيه الكثيرون بالمبادرة واعتباروها مثالا يحتذى بها، كان للبعض رأي آخر، ومن بين هؤلاء المستشار البرلماني عن حزب العدالة والتنمية علي العسري الذي نشر تدوينة على حسابه في موقع التواصل الاجتماعي فايسبوك انتقد فيها لباس المتطوعات البلجيكيات قائلا "متى كان الأوروبيون ينجزون الأوراش بملابس السباحة"، وتابع "مناسبة هذا الكلام ما تابعناه عبر مواقع التواصل الاجتماعي من قيام شابات بلجيكيات بورش لتبليط مقطع صغير في مسلك بدوار بإقليم تارودانت، وهن بشكل جماعي، كأنه متفق عليه، بلباس يشبه لباس البحر، علما أن مادة الإسمنت معروفة بتأثيرها الكبير على الجلد".
وتساءل عن الهدف من وراء هذه المبادرة خصوصا وأنها تستهدف "منطقة لا زالت معروفة بمحافظتها واستعصائها على موجات التغريب والتعري" على حد قوله.
وأثارت تدوينته موجة من الانتقادات، وذهب البعض إلى حد المطالبة باعتقاله بتهمة "التحريض على الإرهاب". لكن ورغم سيل الانتقادات قرر البرلماني عن حزب المصباح تحويل تدوينته إلى سؤال كتابي موجه إلى وزير الداخلية.
وساءل وزير الداخلية "حول حجم وطبيعة الأوراش التي ينجزها أو يشرف عليها أجانب ببلدنا"، وقال إن مثل هذه المبادرات "تستحق الإشادة بها"، و"لكن هذا لا يمنع من استغلال بعضها وإن قل ذلك لأهداف غير معلنة، وهو ما يستوجب رصدها والاحتياط منها".
وطالب وزير الداخلية، بتقديم معلومات حول"الحجم السنوي لهذه الأوراش وتوزيعها النوعي والجغرافي ومصادر تمويلها"، وكذا عن "عن مسطرة الترخيص لها وآليات تتبعها والتأكد من سلامة قصدها وإنسانيتها"، كما طالبه بـ"إصدار تقرير سنوي حول كل تلك الأوراش وعرضه على البرلمان لمناقشته".
وقبل تدوينة علي العسري، كانت الفرقة الوطنية للشرطة القضائية قد أعلنت أنها تمكنت بتنسيق وثيق مع مصالح المديرية العامة لمراقبة التراب الوطني، مساء يومالاثنين، من توقيف أستاذ للتعليم الابتدائي، يبلغ من العمر 26 سنة، وذلك للاشتباه في تورطه في قضية تتعلق بالإشادة والتحريض على ارتكاب أفعال إرهابية.
وذكر بلاغ للمديرية العامة للأمن الوطني أنه تم توقيف المشتبه فيه بمدينة القصر الكبير في أعقاب نشره لتدوينة على حسابه الشخصي بموقع التواصل الاجتماعي " فايسبوك"، "يشيد فيها بأعمال إرهابية ويحرض على ارتكاب أفعال إجرامية خطيرة في حق سائحات أجنبيات يقمن بأعمال تطوعية"، في إشارة إلى المتطوعات البلجيكيات.
وأوضح أن عمليات التفتيش المنجزة في إطار هذه القضية مكنت من حجز جهاز حاسوب محمول وهاتف نقال في ملكية الشخص الموقوف، يشتبه في استخدامهما في نشر التدوينة التي تتضمن جرائم مرتبطة بقضايا الإرهاب والتطرف.
وأضاف المصدر ذاته أنه تم الاحتفاظ بالمشتبه فيه تحت تدبير الحراسة النظرية على خلفية البحث الذي يجري تحت إشراف النيابة العامة المختصة بقضايا الإرهاب، وذلك للكشف عن جميع ظروف وملابسات هذه القضية، وكذا تحديد كافة دوافعها وخلفياتها.