فهل ستجمد العلاقات الموريتانية الجزائرية "الممتازة" العلاقات المغربية الموريتانية؟ فالسؤال لم يطرح من ذي قبل، إلا بعد الطرد المفاجئ لرئيس مكتب وكالة المغرب العربي للأنباء بنواكشوط، و يتعلق الأمر بحفيظ البقالي الذي أمرته إدارة مراقبة التراب الموريتاني (DST) بمغادرة التراب الموريتاني يوم الأربعاء 21 دجنبر في " ظرف 24 ساعة" .
و تشير وكالة الأنباء الفرنسية إلى أن هذا الطرد يأتي، حسب المصادر الأمنية الموريتانية ، في إطار "عدم احترام الصحفي لمبادئ مهنته و أنه لم يكن معتمدا"، فيما تضيف نفس المصادر بأن المغرب وصف ذلك "بالأكاذيب"، و رد بأن صحفي وكالة المغرب الرسمية " كان معتمدا و مرخصا له رسميا"، و أوردت ذات المصادر التي لم تكشف عن هويتها أنه " من المحزن جدا أن نستعمل صحفيا من أجل تمرير"رسائل سياسية"، إلا أن الإخوان الموريتانيين يراودهم أيضا نفس الإحساس، حيث قالوا بأن البقالي يتواجد بنواكشوط منذ 3 سنوات، و إن كان غير معتمدا، لكان عليهم طرده منذ مدة، إذ لو كان منخرطا في ممارسات تتعارض مع مهنته، لكانت السلطات الموريتانية قد علمت بها . ونقل موقع يابلادي، عن أحد الصحفيين من نواكشوط قوله: " يمكن لهذه القضية أن تكون ذات أبعاد سياسية، إلا أنه لا يجب انتظار ما ستعرب عنه السلطات الموريتانية بهذا الخصوص"، و يضيف الصحفي مؤكدا على أن " القرار لم تتخذه وزارة الاتصال بل اتخذته إدارة مراقبة التراب الموريتاني (DST)".
هل يتعلق الأمر بتصفية حسابات؟
و يردف المصدر المغربي المجهول و المذكور سالفا: " أن الصحفي هو ضحية لوبي يسعى إلى تصفية حساباته، على حساب المغرب، غداة انتعاش العلاقات بين نواكشوط و الجزائر العاصمة"، و على أية حال، نحن نتكلم عن "شهر العسل" الذي يعيشه البلدان الجاران و المجاوران للمغرب، و خصوصا بعد فشل موريتانيا في الفوز بمقعد في مجلس الأمن عكس المغرب و الطوكو، و في بداية شهر دجنبر الحالي، وصف الرئيس ولد عبد العزيز، أثناء زيارته لعبد العزيز بوتفليقة، العلاقات التي تجمع بين البلدين "بالجيدة" و "الممتازة"، و أشار إلى "تقارب" رؤى الحكومتين حول عدة قضايا ذات أهمية كبرى مع المغرب العربي و كذلك حول الساحل، فالبلدان متفقان من أجل "تكريس جهودهم" لتقوية الأمن و الاستقرار في المنطقة الساحلية،و رغم إصرار الرباط، فإن الجزائر العاصمة تعارض مشاركة المغرب في الشراكة التي تجمع بين الجزائر و موريتانيا و مالي و النيجر.