عاد الرئيس التونسي السابق المنصف المرزوقي، للحديث عن فترة إدارته لشؤون البلاد (2011 وحتى 2014)، وتحدث في مقابلة مصورة مع وكالة سبوتنيك الروسية عن محاولته لإحياء اتحاد المغرب العربي، وعن نظرته للحراك الشعبي في الجزائر.
وقال المرزوقي مؤسس حزب حراك تونس الإرادة إن "مستقبل تونس في الفضاء المغاربي...، قمت بجولة خلال سنة 2012، في عواصم الدول المغاربية في محاولة للتقريب بين مواقف المغرب والجزائر فيما يخض مسألة قضية الحدود المغلقة، والتي تعتبر قضية مضرة بالشعوب وبدول المنطقة، لكن الرفض كان يأتي دائما من القادة الجزائريين".
وأكد المرزوقي أن الحراك الجزائري الحالي، "لن يكون مجرد "درع" للتغيرات المستقبلية في تونس، "بعد إغلاق قوس الثورة المضادة" لكنه سيساعد أيضا في إحياء مشروع المغرب الكبير. الذي تطالب به الشعوب المغاربية".
وتابع أنه خلافا للتونسيين الذين ثاروا على نظام زين العابدين بن علي سنة 2011، والذين كانوا "سدجا" بقبولهم بالانتقال عن طريق التحالف مع النظام القديم، فإن الجزائريين لن يقبلوا باستمرار النظام، وهو ما سيجعل بحسب كلامه "التقارب مع المغرب ممكنا"، مما سيزيل العقبة الرئيسية أمام خلق سوق اقتصادي كبير يجمع أكثر من 100 مليون نسمة، متوقعا أن تلعب تونس دورا مهما في أي تقارب مغربي جزائري.
واتهم المرزوقي رموز النظام السابق في الجزائر، بدعم نظام بنعلي وقال "القادة الجزائريون الذي سقطوا أو الذين يوجدون في السجن، كانوا خائفين جدا من الثورة في تونس. كانوا ينظرون إلى الحكومة المنتخبة ديمقراطيا وبداية مكافحة الفساد بأعين سلبية للغاية، لقد دعموا النظام السابق بشكل مباشر وغير مباشر، لكن ما كانوا يخشونه أي العدوى التونسية، وصل أخيرا إلى وطنهم".
وعبر المرزوقي عن مخاوفه من تدخل "دول محور الشر" والتي يقصد بها السعودية ومصر والإمارات، في الشأن الداخلي للجزائر من أجل ضرب الحراك الجزائري المستمر منذ 22 فبراير الماضي، وقال "أنا متأكد من أنه ستكون هناك هزة من المنطقة المغاربية ضد المشرق" وتابع أن "المغرب العربي لديه ما يكفي من تدخل قوى الشرق الأوسط التي تعمل على تصدير الفوضى".
وأضاف للوكالة الروسية أن الإمارات العربية المتحدة تبذل جهودها من أجل "كسر" الثورات العربية، سواء في اليمن أو سوريا أو ليبيا أو مصر أو حتى تونس.
وفي الوقت الذي لم تتطرق فيه معظم المواقع الإخبارية الجزائرية لتصريحات المرزوقي، اختار موقع "ألجيري باتريوتيك" المعروف بقربه من رموز النظام الجزائري السابق، مهاجمة الرئيس التونسي السابق، وادعى أن تصريحاته، جاءت بعد زيارة قام بها إلى المغرب والتقى خلالها الملك محمد السادس.
ووصف الموقع ذاته المرزوقي بأن له "ذاكرة قصيرة" مذكرا بما قال إنه وقوف للجزائر إلى جانب تونس في عز "الاضطرابات الاقتصادية التي شهدتها البلاد"، والزيارات التي تبادلها مسؤولو البلدين خلال السنوات الماضية.
واتهم الموقع الجزائري أيضا المرزوقي بتقدم "خدمة للنظام المغربي" من خلال الحديث عن الدور الجزائري المعرقل لبناء اتحاد المغرب العربي. وأضاف أن "المرزوقي لم يستوعب بعد، هزيمته الساحقة في الانتخابات الرئاسية التونسية لسنة 2014"، أمام الرئيس الحالي الباجي قايد السبسي.