"إني أفضل غنى إعاقتي على غنى طبقتي الاجتماعية " يؤكد فيليب بوزو، صاحب كتاب "النفس الثاني" الذي اقتبس من فيلم " المنبوذين " الذي أخرجه إريك توليندو و أوليفيي ناكاشا والذي عرض في مهرجان مراكش الدولي ، يوم 10 دجنبر. ويقطن في المغرب حاليا دي بورغو، المدير السابق لمصنع Pommery للشامبانيا التابع لمجموعة LVMH ووريث عائلتين فرنسيتين عريقتين، الذي أصيب بإعاقة نتيجة حادث سقوط بالمظلة. ويوضح " لقد نصحت بالمجيء لمدينة الصويرة بسبب مرضي، فهذه المدينة هي الوحيدة في العالم التي تتوفر على جو مناسب لحالتي الصحية، بحرارة تتراوح بين 25 درجة كأقصى حد و 16 كأدنى حد". ومع ذلك فالعيش في المغرب ليس ممكنا لجميع المعاقين، لأن المناخ وحده لا يكفي من أجل راحتهم. وتشير كتابة الدولة المكلفة بالأسرة والتضامن والعمل الاجتماعي في بداية سنة 200 أن أكثر من 90% من المعاقين يعيشون في أوساط محرومة.
معاقين لا يستفيدون من التغطية الصحية
حسب آخر دراسة أجريت والتي يعود تاريخها إلى سنة 2004 أنجزتها كتابة الدولة المكلفة بمساعدة الجمعية الفرنسية CREDES/Handicap International، فإن بالمغرب 1.5 مليون شخص معاق، بجميع الإعاقات، أي 5.12% من مجموع الساكنة. وهذا تقييم أقل من تقييم المنظمة العالمية للصحة التي تقدر أن نسبة المعاقين تصل إلى 7% كيفما كان المجتمع. في المغرب 12 % من الأشخاص المعاقين منخرطون في الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي، في تأمين أو تعاضدية. ويصرح 11% منهم فقط أن تأمينهم يغطي مصاريفهم كاملة.
ويقول يوسف الرخيص، رئيس جمعية أمل للمعاقين بالحي المحمدي " الحق في الصحة مهم بالنسبة للمعاقين "، اليوم لا يستقبل الأشخاص المعاقين أية إعانة معينة. " ويوضح يوسف الرخيص " لا يوجد إلا الإعانات العائلية التي يقدمها الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي. أما بالنسبة للطفل المعاق فالإعانات لا تتوقف عند 21 سنة بل تستمر مدى الحياة " و تصل هذه الإعانة إلى 200 درهم كل طفل شهريا بالنسبة للأطفال الثلاث الأولين.
ويبق هذا المبلغ بعيدا جدا عن الاحتياجات الحقيقية للأشخاص المعاقين.وتقول فوزية الغربوي رئيسة الجمعية المغربية للمعاقين الشباب "إن المعدات مكلفة جدا. و يكلف مشد، على سبيل المثال، نحو 25000 درهم ، بينما لا تدفع مؤسسات التأمين في أفضل الحالات سوى 8000 درهم " وحسب فوزية الغربوي دائما، إن الكراسي المتحركة التي تقدمها وزارة التنمية الاجتماعية والأسرة والتضامن في بعض الأحيان لا تكون ملائمة. فالأشخاص المعاقون هم في أغلب الأحيان ضعاف القوى ويجب أن تكون هذه الكراسي مناسبة تماما لهم. وتوضح أن " الأشخاص المصابين بالأمراض العصبية العضلية في حاجة إلى روابط لاصقة التي تكلفهم غاليا " عندما يستفيد الأشخاص المعاقين من التغطية الصحية فإن هذه التغطية تبقى محدودة بطريقة جزافية، إلا أن، رغم التغطية، يجب التوفر على راتب شهري" تشير فوزية الغربوي.
غياب العمل
و تشير دراسة 2004 إلى أن 12.2% من بين الأشخاص المعاقين الذين تتراوح أعمارهم بين 15 و60 سنة هم بدون عمل، بينما 32.7% منهم فقط يعتبرون غير قادرين عن العمل بشكل تام لأسباب طبية. ونظريا، يجب أن تخصص 7 % من الوظائف في القطاع العمومي للأشخاص المعاقين، لكن " هذا الإجراء لا يطبق تقريبا " كما أشار يوسف الرخيص. ويذكر أن اليوم ومنذ أكثر من سنة، يتظاهر المعاقون الحاصلون على الشواهد والمعطلون أمام ولاية الدار البيضاء، في جو من عدم الاكتراث التام، للحصول على مناصب في الوظيفة العمومية.
وتشير فوزية الغربوي إلى أن "بفضل الأوفشورينغ، يتوفر المغرب على مجموعة من الوظائف التي تلائم تماما عددا كبيرا من الأشخاص المعاقين. كمراكز النداء". فالشركة الإسبانية Atento تستقبل الكثير من الأشخاص المعاقين. ويشدد يوسف الرخيص على أنها "تقوم بتكوينهم، وتقدم لهم إطار عمل، خصوصا المكاتب التي يشتغلون فيها جد ملائمة لإعاقتهم ". وباستثناء هذه التوظيفات القليلة يعيش الأشخاص المعاقون في غياب مساعدة الدولة " بفضل التضامن الأسري الذي يلعب في المغرب دورا مهما "، يؤكد يوسف الرخيص.