في غياب موقف رسمي مغربي من المشاركة في ورشة البحرين نهاية الشهر الحالي، والتي سيتم خلالها الإعلان عن الشق الاقتصادي من مبادرة السلام الأمريكية في الشرق الأوسط المعروفة إعلاميا بـ"صفقة القرن"، أكدت الحكومة الفلسطينية أن المغرب لن يشارك في الورشة.
وقال ابراهيم ملحم الناطق الرسمي باسم الحكومة الفلسطينية في تصريح نقله موقع "وطن" الفلسطيني إن الأردن والمغرب ومصر لم تعلن قبولها المشاركة في ورشة البحرين الاقتصادية المزمع عقدها نهاية الشهر الجاري في البحرين.
وتابع "خلافا لما قيل بالأمس فقد أخذت الحكومة الفلسطينية علما بأن الأشقاء في المملكة الأردنية الهاشمية، والمملكة المغربية، وجمهورية مصر العربية، لم يعلنوا قبولهم المشاركة في ورشة البحرين، مؤكدة عمق التنسيق بين فلسطين وجميع الدول العربية التي أكدت ثباتها على مبادرة السلام العربية وعلى قرارات قمة الظهران(السعودية) وقرارات قمة تونس".
وسبق لتقارير إعلامية أن نقلت عن مسؤولين أمريكيين بالبيت الأبيض، أن المغرب أبلغ إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترمب، باعتزامه حضور المؤتمر.
ويوم أمس نفى رئيس الحكومة سعد الدين العثماني علمه بمشاركة بلاده في مؤتمر البحرين، وقال "عدت من جنيف أمس ليلا ولا علم لي بالموضوع".
كما سبق لوزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي المغربي ناصر بوريطة، أن قال يوم السبت 8 يونيو الجاري خلال لقاء صحفي مشترك مع نظيره الفرنسي، جان-إيف لو دريان، بالرباط، "إن المغرب ليس على علم لحد الآن بأي خطة للسلام" لتسوية الصراع بين الفلسطينيين والإسرائيليين، وأنه سيعلن موقفه "عندما سيعرف الخطوط العريضة ومضمون وتفاصيل هذه الخطة".
وكانت السلطة الوطنية الفلسطينية، قد أعلنت عدم مشاركتها في الورشة، ودعت "جميع الدول الشقيقة والصديقة للتراجع عن المشاركة" نظرا لما ستحمله تلك المشاركة "من رسائل خاطئة للولايات المتحدة حول وحدة الموقف العربي من رفض صفقة القرن".
ولا يعتبر الصمت المغربي بخصوص مؤتمر البحرين مفاجئا، فقد تبنى المغرب نفس النهج بخصوص الموقف من المشاركة في مؤتمر وارسو الذي عقد يومي 13 و14 فبراير الماضي، والذي خصص لمناقشة التهديدات الإيرانية في الشرق الأوسط.
آنذاك أعلن مصدر دبلوماسي أمريكي لوسائل إعلام إسرائيلية، أن المغرب سيشارك في الاجتماع الذي احتضنته العاصمة البولندية، وبعد أربعة أسابيع، قال وزير الخارجية البولندي جاسيك تشابوتوفيتش في تصريحات إعلامية، إن 60 وفدا، سيشارك في هذ الاجتماع، وأن الوفد المغربي سيترأسه وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي ناصر بوريطة.
وفي النهاية لم يتوجه بوريطة إلى بولندا، لتزامن المؤتمر مع زيارة قام بها العاهل الإسباني إلى المغرب، ورغم ذلك حرص المغرب على المشاركة في الاجتماع، ومثل المملكة محسن الجازولي الذي يشغل منصب وزير منتدب لدى وزير الخارجية، مكلف بالشؤون الإفريقية في حكومة العثماني.