كاد أن يدخل هذا المرسوم حيز التطبيق دون أن يثير الانتباه لو لم تتحدث عنه جريدة لوموند في أحد أعمدتها. ويتعلق الأمر بمرسوم صدر في الجريدة الرسمية في شهر شتنبر الماضي والذي يصعب من شروط الحصول وتجديد التأشيرات للطلبة الراغبين في الدراسة بفرنسا. ومن خلال هذا المرسوم فإن كلود غيان يدخل يده في جيوب الطلاب. ولم يعد يتوجب على الطلبة بعد الآن إثبات توفرهم على مورد قدره 460 أورو كما كان مطلوبا من قبل، بل إثبات توفرهم على 620 أورو أي بارتفاع نسبته 30% مما يمثل أكثر بقليل من نصف الحد الأدنى للأجر الصافي الشهري في فرنسا والذي يصل إلى 1055 أورو.
على الطلبة أن يدرسوا بجد !
وسيسمح بالتالي هذا المبلغ للطالب بالحصول على التأشيرة للذهاب إلى فرنسا. وتتمثل الأسباب التي قدمتها وزارة الداخلية لتبرير هذه الزيادة في محاربة الهجرة غير القانونية من جهة ومن جهة ثانية، التأكد من أن "الطلبة يدرسون جيدا" ولا يعملون من أجل دفع رسوم دراستهم.
وتمنح كل سنة 66 ألف تأشيرة للطلبة الأجانب وحسب وزارة الداخلية فإن جزء من هذه التأشيرات، دون تحديد العدد بالضبط، يمنح لطلبة وهميين. إلا أنه يصعب تقبل السبب الثاني، فمنذ متى تهتم وزارة الداخلية براحة الطلبة الأجانب؟ أليس من الممكن أن يكون كلود غيان هو من عمم مذكرة وقعها باشتراك مع وزير العمل كزافيي بيرتران تصعب من إمكانية حصول الخريجين الجدد على عمل في فرنسا؟
العودة للوطن
في أكتوبر الماضي تظاهر حوالي 500 طالب أجنبي متخرج من المدارس الفرنسية الكبرى أمام جامعة السوربون، بعد أن استجابوا لنداء تجمع 31 ماي حيث قاموا بتمزيق شواهدهم رمزيا أمام الكاميرات. وفي الواقع، منذ ذلك الوقت عاد نبيل السبتي، مغربي خريج المدرسة العليا للتجارة، الناطق باسم التجمع، إلى الدارالبيضاء، رغم اقتراح تسوية وضعيته في اللحظات الأخيرة. ويقول للجريدة المغربية "لانوفيل تريبون" " تلقيت اتصالا من بلدية باريس، بحضور صحفية من جريدة إلباييس ، يخبرني أنهم تلقوا أوامر كي تسوى وضعيتي. وكان علي أن أتخذ قرارا بسرعة، فرفضت و أخذت تذكرة العودة في الأيام التالية، لم أكن أنوي أن أنافق والبقاء في فرنسا كمهاجر سري أوقبول تسوية قد تؤدي إلى تشتت التجمع"
وفي بداية الأسبوع، طلب المسؤول عن التعليم العالي في فريق المرشح الاشتراكي فرانسوا هولوند سحب هذه الدورية كما أوردت أطلس أنفو وكان قد صرح أن "لابد أن كل الدول المنخرطة في هذا السباق العالمي للحصول على أفضل العقول تنتظر انتهاز الفرصة : فسياستنا الحالية المتعلقة بالهجرة هي تنافسيتهم المستقبلية".
استهداف الطلبة الجدد
بالإضافة إلى ذلك ، أوضح وزير الداخلية أن وحدهم الطلبة الجدد سيخضعون لهذه الزيادة في الموارد وأن الطلبة الذين هم في فرنسا لايجب أن يخشوا هذا المرسوم ، وهي طريقة جيدة لنقول لحاملي شهادة الباكالوريا المستقبليين" اذهبوا للدارسة بعيدا، إذا لم تكن لديكم الإمكانيات".