يعد الشاعر والقاص والفنان جبران خليل جبران، من بين أبرز أدباء القرن العشرين في العالم العربي، حيث يعتبر واحد من رموز عصر نهضة الأدب العربي الحديث، وخاصة بما يخص الشعر والنثر.
اسمه الكامل هو جبران بن خليل بن ميخائيل بن سعد، ولد لعائلة مسيحية مارونية في بلدة "بشري" بشمال لبنان في يناير من سنة 1883.
تلقى تعليمه الأولي على يد كاهن القرية، في يونيو 1895 هاجر مع أسرته إلى الولايات المتحدة الأمريكية، وحصل على الجنسية الأمريكية، وفي سن الخامسة عشرة عاد إلى لبنان ودرس في مدرسة مارونية، ثم عاد مرة أخرى إلى الولايات المتحدة الأمريكية سنة 1902.
كان جبران خليل جبران يكتب باللغتين العربية والإنجليزية، وفي سنة 1920 أسس الرابطة القلمية، إلى جانب عدد من المثقفين العرب.
وجاء في كتاب قصة الأدب العربي لخالد يوسف "في الثامن والعشرين من أبريل عام 1920، وبدعوة من جبران خليل جبران، اجتمع نفر من الأدباء، ليلعنوا ولادة جمعية أدبية تدعى "الرابطة القلمية" وكلوا أمر تنظيم قانونها ميخائيل نعيمة. ثم انتخبوا جبران عميدا".
أحدثت الرابطة تغييرا في اساليب الكتابة الأدبية والابداعية على صعيدي الشكل والمضمون، وكانت تهدف إلى تجديد الأدب العربي، حيث جاء في كتاب أعلام الأدب العربي المعاصر لمحمد الهواري "كان هدف الرابطة القلمية كما جاء في الموسوعة العربية العالمية: هو بث روح التجديد في الأدب العربي شعرا ونثرا، ومحاربة التقليد، وتعميق صلة الأدب بالحياة، وجعل التجربة الكتابية تنفتح على آفاق أوسع مما كانت تدور حول فلكه من النماذج القديمة في الأدب العربي"
تفاعل جبران خليل جبران في كتاباته مع قضايا عصره، وكان يزعج رجال الدين والسياسة، حيث يشير إلى كتاب قاموس جبران خليل جبران لإسكندر نجار إلى أن "كتابات جبران كانت مصدر إزعاج حقيقي للسلطات الدينية والسياسية القائمة في عصره. وفي رسالة تعود إلى 15 مارس 1908، كتب جبران إلى قريبه نخلة: فالقوم في سوريا يدعونني كافرا، والأدباء في مصر ينتقدونني قائلين: "هذا عدو الشرائع القديمة والروابط العائلية والتقاليد البالية".
وحابر جبران التبعية العربية للدولة العثمانية، وبسبب خلفيته المسيحية حرص على توضيح موقفه بكونه ليس ضد الإسلام وإنما ضد تسيس الأديان بصفة عامة، وكتب مقالا تحت عنوان "رسالة إلى المسلمين من شاعر مسيحي" جاء فيه "أنا أكره الدولة العثمانية لأني أحب العثمانيين، أنا أكره الدولة العثمانية لأني أحترق غيرة على الأمم الهاجعة في ظل العلم العثماني. أنا أكره الدولة العثمانية لأني أحب الإسلام وعظمة الإسلام ولي رجاء برجوع مجد الإسلام. أنا لا أحب العلّة، ولكنني أحب الجسد المعتلّ، أنا أكره الشلل ولكنني أحب الأعضاء المصابة به.. أنا أجلُّ القرآن ولكنني أزدري من يتخذ القرآن وسيلة لإحباط مساعي المسلمين كما أنني أمتهن الذين يتخذون الإنجيل وسيلة للحكم برقاب المسيحيين".
توفي جبران خليل جبران في نيويورك في 10 أبريل 1931 وهو في الثامنة والأربعين من عمره، ودفن في الولايات المتحدة وفي السنة الموالية نقل جثمانه إلى لبنان