بعد الضجة التي أثارها عمله الذي يقدمه خلال شهر رمضان على شاشة قناة "شدى تي في" تحت عنوان "البوي" إثر حديث العديد من رواد مواقع التواصل الاجتماعي عن تطابق عدد من المشاهد مع مشاهد سلسلة أمريكية عرضت سنة 2008، وجد الفنان والمخرج المغربي سعيد الناصري نفسه مجددا امام اتهامات بـ"قرصنة سيناريو" العمل.
ففي تصريح لموقع يابلادي قال الشاعر والروائي والقاص المغربي محمد نوماق، إنه يعرف سعيد الناصري منذ ثمانية سنوات تقريبا، وأضاف أنه في "أبريل من سنة 2017، طلب مني كتابة سناريو سيتكوم كان يطلق عليها اسم "الخادمة ولد الناس"، وأخبرني أنه كتب خمس حلقات ويريدني أن أتم كتابة باقي الحلقات".
وتابع "أرسل لي ملخص السيتكوم وتعريفا بشخصياته"، وأكد أنه بعدما بعث للناصري أربع حلقات عبر بريده الالكتروني، أعجب بها وطالبه بمواصلة الكتابة، وبعدما شارف على الانتهاء، يحكي أنه اتصل بالناصري لرغبته في الحصول على دفعة أولى مقابل عمله، لكنه "ألح علي بإتمام الكتابة وأخبرني أنه ينتظر الدعم" .
وأوضح نوماق أنه بعد مرور رمضان تلك السنة "اعتذر، وقال إنه لم يحصل على الدعم، وأنه يتعرض للتهميش من القطب الإعلامي"، وتابع "في سنة 2018، طلب مني ترجمة سيناريو فيلم من الفرنسية إلى العربية، وأخبرني أن هذا العمل سيشارك فيه ممثلون من مصر والخليج والمغرب".
وأكد أنه توصل بالسيناريو وقرأه "ووجدته مليئا بالثغرات، وقمت بإدخال تعديلات عليه. هذا السيناريو يحمل عنوان نايضة".
وأكد محمد نوماق الحاصل على الإجازة في الأدب العربي سنة 1991، لموقع يابلادي أن ما وقع معه في المرات السابقة تكرر هذه المرة، إذ "بعد توصله بالسيناريو، بدأ يشتكي من عدم توصله بالدعم، آنذاك قررت أن أضع نهاية لتعاملي معه". وأوضح أنه لم يفكر في تحفيظ العمل أو تسجيله لأنه لن يتصور أنه "سيغدر" به، رغم "أن الكثير من الأشخاص حذروني من التعامل معه".
وبحسب نوماق الذي صدر له أول ديوان شعري سنة 2011، وأول قصة سنة 2016، فإنه تفاجأ قبل شهر رمضان الحالي بالناصري "يعلن عن تصوير سيتكوم البوي واتصلت به، وقال لي سأضمك لخلية الكتابة التي تضم شخصين آخرين، وأكد لي أن حقوقي مضمونة، لكنه بدأ بعد ذلك يتجنب الرد على اتصالاتي".
وأوضح أنه كان يلتقي الناصري في العديد من المناسبات، وأنه توصل بمقابل مادي منه مرة واحدة وبطريقة مهينة، حيث يقول "ذهبت للقائه وأنا أجلس على كرسي متحرك، جاء في سيارته الرباعية الدفع، لم ينزل منها وفتح الزجاج وأمدني بـ600 درهم، وغادر بعدما قال لي إنه في عجلة من أمره".
وأكد نوماق أنه يملك دلائل وحجج على ما صرح به، وأنه سيلجأ إلى القضاء من أجل استرداد حقوقه.
الناصري يرد
وفي رده على هذه الاتهامات، قال سعيد الناصري في تصريح لموقع يابلادي، "الاشاعات تلاحق هذا العمل، قالوا إنه أمريكي في البداية، السيناريو كنا نكتبه في عين المكان وأنا لا أريد الدخول غي هذا الجدل".
وأقر الناصري بأنه يعرف محمد نوماق، وقال "سبق له أن اتصل بي وأخبرني أن لديه بعض الأعمال، والتقيته هو شخص مقعد، ولكنني لم أتوصل بأي عمل منه لحد الآن".
وأضاف أنه قدم "هذا المشروع للشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة قبل أربع سنوات"، وتابع "عندما يكون العمل ناجحا، الكل يريد أن يحاول الركوب عليه وخلق الجدل، وهذا الأمر لا أعيشه للمرة الأولى".
ورغم تناقل رواد مواقع التواصل الاجتماعي شريط فيديو يظهر تطابقا في المشاهد بين عمل الناصري وعمل أمريكي عرض قبله بإحدى عشرة سنة، إلا أنه حاول نفي تهمة "السرقة الأدبية" التي تلاحقه، وقال "هذه السلسلة مقتبسة من عدة أعمال أمريكية، وأوروبية، نحن لاءمناها مع ما هو موجود بالمغرب، المواضيع التي نتحدث عنها لا علاقة لها بأمريكا".