نظمت "مؤسسة الثقافات الثلاث للبحر الأبيض المتوسط" بشراكة وتعاون مع الوزارة المكلفة بالمغاربة المقيمين بالخارج وشؤون الهجرة أمس الخميس بجناح ( الحسن الثاني ) بإشبيلية إفطار جماعيا تميز بحضور لافت لممثلي الديانتين اليهودية والمسيحية المقيمين بمدينة إشبيلية .
وشارك في هذا الإفطار الجماعي الذي نظم بمناسبة شهر رمضان المبارك ممثلو الديانات التوحيدية الثلاث بالإضافة إلى أفراد الجالية المغربية المقيمين بجهة الأندلس وكذا بعض المواطنين الإسبان حيث تقاسم الجميع في جو من التفاهم والتعايش والتساكن أطباق مختلفة ووصفات متنوعة من المطبخ المغربي العريق خاصة التي يتم تحضيرها خصيصا خلال شهر رمضان الكريم .
وقال خوسي مانويل سيرفيرا مدير "مؤسسة الثقافات الثلاث للبحر الأبيض المتوسط " إن هذه المبادرة التي استهدفت الجمع بين ممثلي مختلف الديانات حول مائدة واحدة خلال هذا الشهر المبارك تروم بالأساس تكريس قيم التسامح والإخاء والتساكن والعيش المشترك بين مختلف مكونات وروافد المجتمع الإسباني وبالتالي تقاسم ليس فقط الطعام وإنما قيم احترام الآخر لذاته والتعرف أكثر على ما يجمع ويوحد بين الثقافات والشعوب .
وأضاف مانويل سيرفيرا أن هذا الإفطار الجماعي من شأنه أن يساهم في تقريب الأندلسيين من العبادات والممارسات الدينية الإسلامية وتعريفهم بمختلف الالتزامات الدينية للمغاربة الذين يمثلون أكبر جالية مسلمة من حيث العدد تقيم بجهة الأندلس وبإسبانيا مؤكدا على أهمية مثل هذه المبادرات في تكريس قيم العيش المشترك والاحترام المتبادل بالإضافة إلى التقارب بين الثقافات والشعوب .
ومن جهته دعا أنطونيو فوينتيس ممثل الديانة المسيحية إلى ضرورة العمل من أجل رد الاعتبار للمكونات والروافد المشتركة التي تتقاسمها الديانات التوحيدية الثلاث مشيرا في هذا الصدد إلى التعبد عبر الصوم الذي هو ممارسة معروفة لدى المؤمنين المسيحيين وكذا لدى اليهود وغيره من العبادات الأخرى .
كما سلط الضوء على التراث الإسلامي المتبقي في جهة الأندلس الذي تتواصل جهود صيانته والمحافظة عليه من أجل ضمان استمراريته مشددا على ضرورة العمل من أجل التقريب بين الديانات والثقافات والشعوب من خلال نشر قيم السامح والتعايش والإخاء والعيش المشترك وتوحيد الجهود لرفع التحديات المتمثلة في محاربة الكراهية والتطرف والتمييز والعنف وغيره من الآفات الاجتماعية الأخرى .
أما خورخي غيرشون رئيس ( بيت رامبام ) ممثل الطائفة اليهودية بإشبيلية فأشاد بدوره بتنظيم هذا الإفطار الجماعي الذي يهدف بالأساس إلى إلغاء الحواجز بين معتنقي مختلف الديانات ومكافحة التحامل والصور النمطية الجاهزة عن الآخر معربا عن أمله في أن يشكل شهر رمضان الذي هو شعر التوبة والمغفرة والتقرب إلى الله مصدر إلهام لتحقيق التقدم والازدهار لجميع معتنقي الديانات التوحيدية الثلاث.
وشكل هذا الإفطار الجماعي مناسبة لأفراد الجالية المغربية المقيمين بجهة الأندلس من أجل تقاسم لحظات حميمية واستحضار أجواء رمضان وطقوسه كما تعاش في المغرب وذلك في إطار جو احتفالي تخللته وصلات موسيقية من فن الآلة قدمتها المغنية مريم الحسيني .