عبر الرئيس التونسي السابق المنصف المرزوقي، في تدوينة نشرها على صفحته الرسمية في موقع التواصل الاجتماعي فايسبوك، عن قناعته بأن الحراك الذي تشهده الجزائر سيكون في صالح دول المغرب العربي، وأنه سيؤدي إلى فتح الحدود البرية المغلقة بين البلدين منذ سنة 1994.
وقال المرزوقي مؤسس حزب تونس الإرادة إن "شعب المواطنين هذا لن يسمح بتواصل إغلاق الحدود البرية مع المغرب الشقيق واحتضار الحلم المغاربي".
وتابع "هو (الشعب الجزائري) سيعيد بعث مشروع الاتحاد المغاربي الضروري لنا جميعا اقتصاديا وأمنيا خاصة وأن كل المنطقة مهددة بانتشار الفيروس الإماراتي الذي هو بصدد تدمير ليبيا ويترصد بتونس والجزائر والمغرب وموريتانيا على حدّ السواء وخط التماس اليوم طرابلس المحاصرة بأجير محور الشر".
ويتماشى ما عبر عنه المرزوقي، مع ما سبق لسعد الدين العثماني أن صرح به قبل أيام في جلسة خاصة مع مجموعة من الإعلاميين حيث قال "المنطق يقول بأن أول قرار يجب أن يُتخذ من طرف فريق الحكم الجديد بالجزائر، هو فتح الحدود مع المغرب"، وتابع "فريق الحكم الجديد بالجارة الجزائر، على الأقل سنجد معهم حلولا، ولن ينهجوا سلوك التنافس الشرس مع المغرب".
وأكد العثماني في حينه أن العلاقات المغربية الجزائرية "لن تكون أسوأ مما كانت عليه قبل الإطاحة بنظام حكم عبد العزيز بوتفليقة"، وزاد قائلا "حكام الجزائر السابقون كانوا أكثر عداء للمغرب".
واعتبر المرزوقي أن المنطقة المغاربية "مهددة للأسف الشديد أكثر من أي وقت مضى بالحرائق التي تلتهم شعوب ودول المشرق"، والمتمثلة بحسبه في "الفاشية الجديدة المتمثلة في النظام المصري"، و"السياسات ''الامبريالية ''الخرقاء لإمارة أبو ظبي".
وتابع أن الحراك الجزائري سيكون "درعا للتغيير الذي سيحصل في تونس في الانتخابات المقبلة بعد إغلاق قوس الثورة المضادة"، وواصل أن قلة من يعلمون "من التونسيين كم ساهم النظام الجزائري المنهار في انتصارها (الثورة المضادة) سنة 2014".
وكانت العديد من التقارير الإعلامية قد تحدث عن دعم بوتفليقة قبل خمس سنوات للباجي قايد السبسي في الانتخابات الرئاسية التونسية في منافسته للوصول إلى قصر قرطاج مع المنصف المرزوقي، وهو ما يفسر التقارب الجزائري التونسي خلال عهد السبسي، على خلاف ما كان عليه الحال في عهد المرزوقي الذي كان أكثر قربا من المغرب.
ففي 8 فبراير 2012، قام المرزوقي في أول رحلة رسمية خارجية له، بزيارة المغرب والتقى بالملك محمد السادس، وقبل أسبوع من ذلك ناشد المغرب من العاصمة الإثيوبية أدس أبابا بالعودة إلى الاتحاد الإفريقي.
بالمقابل في شهر شتنبر من سنة 2013 قام السبسي بزيارة إلى تونس، وهي الزيارة التي كانت سببا في تحديد معالم السياسة الخارجية لتونس بعد الانتخابات الرئاسية التونسية التي جرت في دجنبر من سنة 2014. فمقابل التقارب مع الجزائر أصبحت العلاقات مع المغرب تتسم بالبرودة.