القائمة

أرشيف  

في الذاكرة [16#] : وردة الجزائرية التي طردها جمال عبد الناصر من مصر وعادت لتغني بأمر من الهواري بومدين

بدأت الفنانة الجزائرية وردة مسيرتها وهي طفلة صغيرة في فرنسا، وانتقلت بعدها إلى مصر غير أن مقامها في القاهرة لم يطل بعدما أمر جمال عبد الناصر بطردها، غير أنها عادت إلى القاهرة في عهد أنور السادات ونالت الجنسية المصرية.

نشر
توضيب محمد المجدوبي/يابلادي
مدة القراءة: 3'

ولدت الفنانة الراحلة وردة الجزائرية واسمها الحقيقي وردة محمد فتوكي في فرنسا لأب جزائري وأم لبنانية يوم 22 يوليوز 1939، بدأت مسيرتها الفنية وهي طفلة.

ويؤكد بيجاد سلامة في كتابه "وردة الجزائرية" أن وردة "اشتهرت في بلدها الجزائر بالأغاني الحماسية والعاطفية"، وأكد أنها "مارست الغناء وهي صغيرة في ملهى والدها في فرنسا، كان يشرف على تعليمها المغني التونسي الراحل "الصادق ثريا"

وكان تؤدي خلال هذه الفترة بحسب المصدر ذاته أغاني أم كلثوم وعبد الوهاب وعبد الحيلم حافظ ثم قدمت أغاني خاصة بها من ألحان الصادق ثريا.

وفي سنة 1959 سافرت إلى دمشق وغنت في نادي ضباط سوري، وفي السنة الموالية سافرت إلى مصر بدعوة من المنتج والمخرج حلمي رفلة، وشاركت في أول عمل سينمائي حمل عنوان "ألمظ وعبده الحامولي".

وفي بداية العقد السادس، وأيام الوحدة بين مصر وسوريا التقى المسير عبد الحكيم عامر وزير الحربية المصري والصديق المقرب لجمال عبد الناصر، الفنانة وردة صدفة في الطريق بعدما تعطلت سيارتها، فأمر بحسب ما يحكي كتاب "وردة الجزائرية " أحد "رجاله بتوصيل السيدة إلى المكان الذي تريده".

وضيف المصدر ذاته أنه "وصل تقرير سري بهذه المقابلة إلى مكتب جمال عبد الناصر وانتشرت الشائعات وقتها بوجود علاقة بين وردة والمشير. وزادت حدة الشائعات لأن وردة ذاتها انتهزت فرصة لقائها بالمشير عامر وحاولت استغلالها لصالحها بعد مجيئها للقاهرة وبدأت توهم المحيطين بها بأنها على علاقة بالمشير وأنها تتصل به هاتفيا".

وقامت أجهزة الاستخبارات المصرية بالتحقيق في هذه الشائعات ومصدرها،  "واتضح أن وردة وراءها". بعد ذلك أصدر النظام المصري قرار بإبعادها إلى الخارج ومنعها من دخول مصر.

وعادت إلى بلادها الجزائر واعتزلت الغناء، وبقي الأمر على حاله إلى حدود سنة 1972، حين طلبها الرئيس الجزائري هواري بومدين كي تغني في عيد الاستقلال العاشر لبلدها.

وانطلقت في السنة ذاتها مسيرتها من جديد، وسمح لها بالعودة إلى مصر خلال فترة حكم الرئيس أنور السادات، وتزوجت الموسيقار المصري الراحل بليغ حمدي لتبدأ معه رحلة غنائية استمرت رغم طلاقها منذ سنة 1979 والتي حصلت بعدها على الجنسية المصرية، وغنت له العديد من الأغاني الطربية التي رسمت لوردة لونا غنائيا جميلا يشبه إلى حد ما أغاني أم كلثوم.

ولم تقتصر مسيرة وردة على الغناء، فقد ذكر بيجاد سلامة في كتابه أنها شاركت في العديد من الأفلام منها "ألمظ وعبده الحامولي" و "ليه يا دنيا" و "آه يا ليل يا زمن" و "صوت الحب"....

توفيت وردة الجزائرية في منزلها بالقاهرة في 17 ماي 2012 عن عمر يناهز 73 إثر ازمة قلبية، ونقل جثمانها إلى الجزائر حيث ووريت الثرى في الجزائر العاصمة.

كن أول من يضيف تعليق على هذا المقال