القائمة

أخبار

العمال المغاربة و الاضطرابات النفسية

" انعدام الراحة في العمل؟ حقائق حول الصحة النفسية و العمل" هذا هو عنوان آخر تقرير صدر عن منظمة التعاون والتنمية الاقتصادية، و حسب هذا التقرير فإن واحدا من بين خمسة عمال في العالم يعانون من اضطرابات نفسية بسبب العمل، و المغرب بدوره غير مستثنى من ذلك، فالأرق و التعب و القلق يطغى على أوساط العمال المغاربة.

نشر
DR
مدة القراءة: 3'

فالأرقام الواردة عن آخر تقرير لمنظمة التعاون و التنمية الاقتصادية تدعو إلى القلق، حيث أن واحدا من بين خمسة عمال يعانون من الاضطرابات النفسية كالقلق و انهيار الضغط، الشيء الذي يصعب الخلاص منه، و أن تزايد عدم استمرارية العمل بالمناصب المقترحة و ارتفاع الضغط على العمال يكون وراء انخفاض الإنتاجية لدى ثلاثة أرباع العمال الذين يعانون من الاضطرابات الذهنية،" فالكفاءات المعرفية و العلائقية المطلوبة جد مهمة، الشيء الذي يزيد من صعوبة مهمة الأشخاص ذووا الصحة الذهنية المتدهورة " كما ورد عن ذلك التقرير، و إذا كانت حالات الانهيار الحاد للضغط  نادرة فإن الاضطرابات الذهنية  المزمنة تقف حاجزا أمام إدماج العمال في سوق الشغل.

 المغاربة غير مستثنون بدورهم

 يتراوح معدل تشغيل الأشخاص الذين يعانون من الاضطرابات النفسية بين 60 و 70 بالمائة  إلا أنه يرتفع ب 10 إلى 15 نقطة لدى الأشخاص غير المصابين، و يوضح تقرير منظمة التعاون و التنمية الاقتصادية المعنون ب" انعدام الراحة في العمل؟ حقائق حول الصحة النفسية و العمل " بأن معدل حظوظ الولوج إلى سوق الشغل و الاستمرار به بالنسبة للأشخاص المصابين بالاضطرابات  النفسية يتأرجح بين 45 و 50 بالمائة، ففي المغرب تتردد الاضطرابات النفسية المرتبطة بالعمل شيئا فشيئا في الوسط الحضري، و أكدت الطبيبة النفسانية بالدار البيضاء  زينب أرسلان  هذا الطرح إلا أنها خففت من حدة ذلك قائلة : " يمكننا الحديث عن القلق و عن الإرهاق و ليس عن الاضطرابات النفسية "  و أكدت على أن " العمال يشتكون  بسبب عوامل أخرى لكن أساسا بسبب العمل ".

 الأرق و انخفاض الضغط و القلق و الاكتئاب

 يشتكي العمال المغاربة من كثرة الوظائف التي تسند إليهم و من الضغط و انعدام التحفيز، و تشير الدكتورة أرسلان إلى أن " أغلبية العمال  يشتكون  من النزاعات مع أرباب العمل أو مع أصدقائهم في العمل و لا يوجد ما يحفزهم " وبالفعل، فحسب تقرير منظمة التعاون و التنمية الاقتصادية نلاحظ أن إنتاجية المستخدمين المصابين بالاضطرابات النفسية الخفيفة تنخفض بنسبة 69 بالمائة خلال أربعة أسابيع من العمل المستمر، أما بالنسبة للمصابين باضطرابات نفسية خطيرة فإن إنتاجيتهم تتناقص بنسبة 88 بالمائة، و هؤلاء الأشخاص نادرا ما يستفيدون من العطل إلا أنهم يتغيبون بكثرة، و تشير الدكتورة أرسلان إلى أن " العمال يطلبون شهادات قصد  الارتياح  و يعدلون عن العمل و يفقدون طعم كل شيء..." و تضيف بأن أغلب  المرضى الذين يتوافدون عليها يعانون كلهم من الأرق و القلق و الاكتئاب إلا أن العرض الرئيسي هو الاكتئاب و كذلك السب و الشتم  و لكنهم نادرا ما يتشاجرون و تؤكد الدكتورة أنها " تعرضهم في الحالات الخطيرة على المصحات ".

كن أول من يضيف تعليق على هذا المقال