تأسس الجيش المغربي يوم 14 مايو 1956، وكما جرت عليه العادة يوجه الملطك محمد السادس القائد الأعلى ورئيس أركان الحرب العامة للقوات المسلحة الملكية، "أمرا يوميا" بمناسبة هذه الذكرى للقوات المسلحة الملكية.
وتحدث الملك محمد السادس عن تحديث الجيش المغربي، وقال إنه سيواصل السير على نهج الملكين الراحلين الحسن الثاني ومحمد الخامس، في "مواصلة تدبير شؤون قواتنا المسلحة، وفق رؤية شاملة، ترتكز على إعداد جيش محترف، منفتح على قضايا محيطه القاري والدولي، آخذا بأسباب الحداثة والتطور، ومهتما بتنمية معارفه العسكرية ومداركه العلمية، على أسس مدروسة، ومنهجية واضحة في التخطيط، وفعالية ميدانية في التطبيق".
وأضاف الملك محمد السادس أن المهام والمسؤوليات المنوطة بالقوات المسلحة الملكية، لم تعد تقتصر فقط "على مجالات الاختصاص ذات الطبيعة العسكرية المحضة، بل أضحت متشعبة وذات أبعاد أمنية وإنسانية واجتماعية وتربوية، تقتضي التكيف مع مختلف المستجدات، مما يفرض التدريب والتأهيل المستمرين، والاستعداد الدائم لمواجهة كل التحديات بحنكة ومهنية".
وأوضح الملك محمد السادس أن "طموحنا اليوم، هو أن تستمر قواتنا المسلحة الملكية في الرقي الحثيث نحو مستويات عليا، وهذا ما يدفعنا دائما إلى الاهتمام بالتكوين العسكري، وجعله قاطرة لتنمية قدراتكم وتعزيز مؤهلاتكم، مع الحرص على تطوير التعاون العسكري مع محيطنا الإفريقي، وعلى المستوى الدولي، من أجل تبادل التجارب والخبرات، والعمل على تنظيم مناورات ميدانية مشتركة، مع العديد من جيوش الدول الصديقة، وذلك لاستيعاب المناهج والتقنيات الحديثة، ومواكبة التطور المتسارع في ميادين الأمن والدفاع".
وأكد الملك محمد السادس أنه أصدر تعليماته "لمصالح أركان الحرب العامة، لتفعيل برامج البحث العلمي والتقني والهندسي، والعمل على تعزيزها وتطويرها في جميع الميادين العسكرية والأمنية، وذلك عبر عقد شراكات واتفاقيات مع المعاهد الوطنية العليا، في مجالات البحث العلمي التطبيقي، من أجل تطوير الإمكانيات الذاتية للجيش الملكي المغربي".
وفي نفس السياق أشار الملك محمد السادس إلى أنه أصدر أوامره "من أجل تحيين مناهج التكوين العسكري في مختلف مستوياته، وجعلها أكثر انسجاما وتكاملا فيما بينها، مع العمل على توحيد البرامج والمراجع الدراسية العسكرية، ووضع آليات عمل مشتركة، تسمح بالاستفادة المتبادلة من الإمكانات التدريبية المتوفرة داخل مختلف المدارس والمعاهد الوطنية".
كما يشمل "هذا البرنامج تطوير وعصرنة القوات المسلحة الملكية، وتحديث قدراتها العسكرية والدفاعية، والرفع من جاهزيتها القتالية لمختلف الأسلحة، لمواجهة التهديدات والمخاطر الحالية والمستقبلية، بما فيها التهديدات الإرهابية، والإلكترونية والسيبرانية".
وسبق للقوات المسلحة الملكية خلال السنة الماضية أن شاركت في العديد من المناورات العسكرية، منها على وجه الخصوص مناورات فلينتلوك التي تقام بين كل من الولايات المتحدة الأمريكية وكندا وفرنسا والمغرب والجزائر وتشاد ونيجيريا ومالي منذ سنة 2005. وتنظمها سنويا قيادة العمليات الخاصة في القيادة الأمريكية لافريقيا (أفريكوم)، ويشارك فيها ألف عسكري من عشرين بلدا وتهدف إلى تطوير قدرات جيوش الدول المشاركة في حملة مواجهة الإرهاب.
كما شاركت القوات البحرية الملكية خلال سنتي 2018 و2019، في مناورات أقيمت قبالة الدار البيضاء، إلى جانب القوات الأمريكية.
وفي سنة 2019 أيضا شاركت الفرقاطة البحرية الملكية "محمد الخامس"، في مناورات بحرية بخليج غينيا تحمل اسم "أوبانغام إكسبريس 2019"، إلى جانب وحدات من نيجيريا ومن 21 دولة إفريقية. وخلال شهر أبريل الماضي أجرى الجيش المغربي مناورات تعد من بين أضخم مناوراته عبر التاريخ، في جبل صاغرو.
كما أبرم الجيش المغربي خلال الأشهر القليلة الماضية صفقات لتحديث وتجديد معداته العسكرية، وأيضا لشراء طائرات حربية من الولايات المتحدة الأمريكية.