نشر مركز بيو للأبحاث الذي يعد مؤسسة بحثية مستقلة، تتخذ من العاصمة الأمريكية واشنطن مقرا لها، دراسة حديثة حول نسب أداء الصلاة في مختلف الديانات من قبل الأشخاص البالغين، في 102 دولة عبر العالم، واحتل المغاربة مرتبة متقدمة.
وأوضحت الدراسة أن 80 في المائة من المغاربة يحرصون على أداء الصلاة بشكل يومي، محتلين بذلك المرتبة الثالثة عربيا، علما أن الدراسة لم تشمل دول الخليج العربي.
وتقدم الجزائريون على المغرب، إذ يحرص 88 في المائة منهم على أداء الصلاة بشكل يومي، متبوعين بديجيبوتي التي تبلغ فيها نسبة أداء الصلاة يوميا 76 في المائة، فيما بلغت النسبة في مصر 72 في المائة، وفي الأردن 76 في المائة، وفي تونس 76 في المائة، وفي لبنان 52 في المائة.
عالميا حلت أفغانستان في المرتبة الأولى بحوالي 96 في المائة، متبوعة بنيجيريا بـ95 في المائة، ثم الجزائر فالسنغال.
وبخصوص الدول الأوروبية، قد كشفت الدراسة أن 10 في المائة من الفرنسيين يؤدون الصلاة بشكل يومي، فيما يحرص 23 في المائة في إسبانيا على أدائها يوميا، وتبلغ النسبة في اليونان 30 في المائة، وتصل في ألمانيا إلى 9 في المائة، فيما ترتفع النسبة في تركيا لتصل إلى 60 في المائة.
وأكدت الدراسة أن أداء الصلاة لها علاقة بالمستوى المعيشي للأفراد، مشيرة إلى أن النسبة ترتفع في البلدان التي تسجل معدلات متدنية من حيث حصة الفرد من الناتج الداخلي الخام، وتنخفض في الدول الغنية.
وأوضح المركز البحثي الأمريكي، أن الدول الغنية التي يتجاوز نصيب الفرد فيها أكثر من 30 ألف دولار سنويا، يوجد بها أقل من 40 في المائة من الأشخاص البالغين الذين يحرصون على أداء الصلاة بشكل يومي، مقدما مثالا باليابان التي يبلغ نصيب الفرد فيها 38 ألف دولار، ويوجد بها 33 في المائة فقط من الأشخاص البالغين الذي يؤدون الصلاة يوميا، وكذا النرويج التي يبلغ فيها نصيب الفرد 68 ألف دولار، حيث تصل فيها النسبة إلى 18 في المائة.
وأكدت الدراسة أن مواطني البلدان الفقيرة يميلون إلى أن يكونوا أكثر تدينا من مواطني الدول الأكثر تراء.
من جانب آخر أوضحت الدراسة أن حالة الولايات المتحدة الأمريكية تبقى خاصة، فعلى الرغم من أن نصيب الفرد من الناتج الداخلي الخام يقارب 60 ألف دولار سنويا، إلا أن 55 في المائة من الأمريكيون يحرصون على أداء الصلاة يوميا.
ويفترض الباحثون في مركز بيون أن يكون ذلك ناتج عن عدم تدخل الحكومة في الأمور الدينية، وهو ما أوجد "سوقا" دينيا مفتوحا، يتنافس فيه معتنقو الديانات المختلفة بحماس على إظهار تعلقهم بمعتقدهم، ودفع أشخاص جدد إلى اعتناقه.
كما أن ارتفاع نسبة الذين يؤدون الصلاة يوميا، قد تعود بحسب المركز إلى ارتفاع مستويات عدم المساواة في الدخل في البلاد.