سيكون الجنوب إفريقيون على موعد يوم الأربعاء 8 ماي مع الانتخابات التشريعية، والتي سيتم خلالها انتخاب 400 نائب برلماني لمدة خمس سنوات، وعلى ضوء هذه الانتخابات سيتم اختيار رئيس للبلاد عن طريق الاقتراع العام الغير مباشر.
وعلى بعد أيام قليلة من موعد الانتخابات، تشير استطلاعات الرأي إلى تحقيق حزب المؤتمر الوطني الإفريقي الذي يتولى السلطة منذ سنة 1994، فوزا مريحا بما بين 54 و61 في المائة من مجموع الأصوات، مبتعدا بفارق 22 في المائة عن خصمه الرئيسي التحالف الديمقراطي الذي تأسس سنة 2000 نتيجة تحالف ثلاثة أحزاب سياسية.
وكان حزب المؤتمر الوطني الإفريقي، قد حقق أسوأ نتيجة له في انتخابات سنة 2016 بعدما حصل على 54 في المئة من مجموع الأصوات، وهو ما أحيا آمال التحالف الديموقراطي الذي سيسعى إلى حرمانه من الأغلبية البرلمانية المطلقة.
لكن الأوضاع خلال هذه الاستحقاقات الانتخابية قد تغيرت وذلك بعد إزاحة جاكوب زوما من منصب الرئاسة في يناير من سنة 2018، الذي كانت توجه له تهم بالفساد، وهو ما كان يستغله التحالف الديموقراطي لمهاجمة المؤتمر الوطني الإفريقي.
وتعد هذه الانتخابات مهمة للمغرب، ففي تصريح لموقع يابلادي أكد مصدر مطلع طلب عدم ذكر اسمه أن "المملكة متفائلة بمستقبل العلاقات مع جنوب إفريقيا"، فإن المغرب يراهن على أن تجعل هذه الانتخابات الرئيس الحالي للبلاد سيريل رامافوسا أكثر تحررا عما كان عليه الأمر في السابق، وأن يتخلص من وصاية الجناح الراديكالي في الحزب، المعروف بقربه الكبير من جبهة البوليساريو، حتى يتمكن من نهج سياسة أكثر توازنا اتجاه الرباط.
وأشار المصدر ذاته إلى تبادل الزيارات مؤخرا بين مسؤولي البلدين، ففي شهر نونبر من سنة 2018، قام وفد من الاتحاد العام لمقاولات المغرب برئاسة صلاح الدين مزوار بزيارة إلى جوهانسبورغ، للمشاركة في منتدى الاستثمار الإفريقي، وعلى هامش هذا اللقاء شارك مزوار في حفل أقامته غرفة التجارة والصناعة بجنوب إفريقيا، وقال في حينه إن البلدين بصدد تدشين مرحلة جديدة من التعاون والشراكة تتماشى مع المستجدات الجديدة التي تعرفها إفريقيا.
وفي شهر أكتوبر من سنة 2018 قامت رئيسة برلمان جنوب إفريقيا، باليكا مبيتي بزيارة إلى المغرب وأجرت مباحثات مع رئيس مجلس النواب الحبيب المالكي.
وفي 14 أبريل قال وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي المغربي ناصر بوريطة، في مقابلة مع الصحيفة الأسبوعية الجنوب إفريقية "ذا صنداي تايمز" إنه "بدلا من الاستمرار في طريق مسدود، ينبغي على المغرب وجنوب إفريقيا العمل سويا من أجل تطوير نموذج للتعاون الإفريقي والتعاون جنوب-جنوب". وأضاف بوريطة أن المغرب وجنوب إفريقيا، وبالنظر إلى موقعهما الجغرافي، "لا ينبغي أن تسود بينهما مشاكل ثنائية".
وتابع "نحن لا نتقاسم نفس الحدود، وليست لدينا مشاكل إقليمية"، موضحا أن المشاكل التي تعرقل العلاقات بين البلدين يمكن تفسيرها بقرار بريتوريا "اتخاذ موقف حول قضية تهم منطقة تقع على بعد مئات الكيلومترات، وهو موقف يتعارض مع موقفي الأمم المتحدة والاتحاد الإفريقي".
وستساهم تشكيلة البرلمان المقبل، وكذا توازن التيارات داخل حزب المؤتمر الوطني الإفريقي، في تحديد طبيعة العلاقات بين المغرب وجنوب إفريقيا مستقبلا، علما أن الأشهر القليلة التي تلي الانتخابات التشريعية ستظهر ما إذا كان سيريل رامافوسا سيغير موقفه من المملكة.