عملية الاعتقال هذه من شأنها أن تكشف عن المزيد من الحقائق المرتبطة بعملية الاختطاف التي تعرض لها ثلاثة أجانب، بالقرب من تندوف، إذ تمكنت الشرطة الموريتانية، يوم الاثنين 5 دجنبر، من إيقاف الرجلين الذين كانا وراء اختطاف اسبانيين وامرأة إيطالية في الثالث و العشرين من أكتوبر الماضي، وحسب وكالة الأنباء الفرنسية، فهذين الشخصين قد تم اعتقالهما في أحد الفنادق وسط مدينة نواديبو الواقعة في الشمال الشرقي لموريتانيا، خلال " عملية مداهمة ناجحة " لعناصر الشرطة الموريتانية، بعدما تمكن المختطفان من ولوج التراب الموريتاني " إحدى عشر يوما " قبل أن يتم إلقاء القبض عليهما.
و كان أحد "الصحراويين" ، المعتقلين، المسؤول الرئيسي عن عملية الاختطاف التي زعزعت المنطقة، و يتعلق الأمر، حسب نفس المصدر، ب مامينا العاجير أحمد بابا ،( الذي هاجم ، مباشرة، المخيم و أقدم على اختطاف الرهائن الثلاثة )،وهو من مواليد سنة 1982، ومساعده أغضفان حمادي أحمد بابا، من مواليد سنة 1979، الذي ساهم بشكل كبير في نجاح عملية الاختطاف، و لم يتم الكشف، لحد الآن، عن أية معلومة بخصوص الرهائن المحتجزين منذ أواخر أكتوبر.
أينتمون لتنظيم القاعدة أم لجبهة البوليزارو ؟
لقد كانت أصابع الاتهام تشير إلى جبهة البوليساريو في قضية الاختطاف هذه و التي وقعت في منطقة قريبة من تندوف تخضع لمراقبة قواتها و قوات الجزائر، قبل أن تتم إثارة موضوع التواطؤ بين عناصر من قوات مستقلة و مقاتلي تنظيم القاعدة في المغرب الإسلامي، في الوقت الذي تحدث فيه وسيط عن "المتواطئين" داخل المخيمات، حيث " قام بعض أعضاء و أنصار تنظيم القاعدة بالتعرف على الرهائن من أجل اختطافهم، خلال تسليمهم للأسلحة داخل المخيمات".
و كان وزير الخارجية المغربي قد حمل مسؤولية هذا العمل الشنيع إلى الجزائر و البوليزاريو، هذه الأخيرة نسبته بدورها إلى تنظيم القاعدة و لم تغفل أن تشير إلى احتمال قدوم مختطفين من مالي، ومن جهتها، طلبت اسبانيا من الأمم المتحدة " إرسال بعثة إلى الجزائر لتقييم الوضع الأمني في مخيمات تندوف".
ومن دون شك، فالقبض على المسؤول الرئيسي عن عملية الاختطاف، سيسمح بإيجاد الحلقة المفقودة و كشف ملابسات القضية التي لم تتبناها القاعدة حتى الآن.