افتتحت يوم السبت الماضي القمة الاستثنائية لمجموعة دول الساحل والصحراء، في العاصمة التشادية، نجمينا.
ومنذ سنة 2001، أصبح المغرب عضوًا في هذه المجموعة الإقليمية التي ساهم في تأسيسها الزعيم الليبي الراحل معمر القذافي، وتضم حاليا 28 دولة، من بلدان اتحاد المغرب العربي والجماعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا (سيدياو) والسوق المشتركة لشرق وجنوب إفريقيا (الكوميسا) والهيئة الحكومية للتنمية (إيقاد)، وهي منظمة شبه إقليمية تتخذ من دولة جيبوتي مقرا لها.
ومنذ انضمامه إليها بقي المغرب متواريا إلى الخلف، حيث كان يعتبر تجمع "س ص" بمثابة معقل للزعيم الليبي معمر القذافي، لكن مع وفاة هذا الأخير سنة 2011، تحركت المملكة ببطء من أجل بث روح جديدة في المجموعة.
وفي 11 من شهر يونيو 2012، استضافت مدينة الرباط، جلسة خاصة للمجلس التنفيذي للمجموعة، وكانت مسألة إعادة تنشيطها من جديد هي النقطة الرئيسية في جدول أعمال المشاركين، واختتم الاجتماع بـ "إعلان الرباط"، وهو خارطة طريق حقيقية تحدد الإصلاحات التي يجب إدخالها في السنوات القادمة.
ورغم أن المملكة أخدت بزمام الأمور داخل المجموعة، إلا أنها ظلت حريصة على عدم تجاوز الرئيس التشادي ادريس ديبي الذي يرى في نفسه خليفة القذافي، فقد تنازل المغرب لتشاد عن استضافة حفل توقيع المعاهدة المنقحة في القمة الاستثنائية للمجموعة الإقليمية في مارس 2013.
وفي نونبر 2013، نظم المغرب مؤتمر "س ص" الإقليمي، حول تعزيز أمن الحدود بين بلدان الساحل والمغرب، وبعدها بسنة، عُقدت قمة المجموعة في الرباط.
إلا أن الأمر تغير الآن، فلم يعد الرجل القوي في نجامينا، والذي تولى السلطة منذ سنة 1990 في قمة مجده، إذ تراجع دوره مع تعرض نظامه لهجوم من جماعات ليبية مسلحة في فبراير الماضي، وأعلنت وزارة الدفاع الفرنسية، في حينه، أن طائرات تابعة لها شنت ضربات في شمال تشاد، دعما للجيش التشادي، لوقف تقدم رتل من الآليات العسكرية قادم من ليبيا.
ومع ذلك، كانت التشاد تعتبر قبل بضع سنوات فقط، واحدة من القوى العسكرية الرئيسية في منطقة غرب أفريقيا، وهو ما أكده انضمامها إلى الحرب ضد جماعة بوكو حرام المتطرفة، بعد هزائم الجيش النيجيري والكاميروني، حيث تمكن الجيش التشادي من إيقاف توسع الجماعة الإرهابية في سنة 2015.
وفي يوم السبت الماضي 13 أبريل، قام وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي المغربي ناصر بوريطة بتسليم رسالة من الملك محمد السادس إلى الرئيس التشادي، وقبلها بيوم واحد، زار الوزير الأمين العام المساعد بالرئاسة التشادية حسين ابراهيم طه المغرب.
واعتمدت القمة الاستثنائية لتجمع دول الساحل والصحراء التي انهت أشغالها نهاية الأسبوع، قرارات هامة في إطار إضفاء الحيوية وإعادة هيكلة التجمع.
وأشار البيان الختامي، إلى أن "القمة قررت تعيين إطارين رفيعي المستوى، على التوالي من النيجر والمملكة المغربية، في منصبي الكاتب التنفيذي ونائبه، وذلك لولاية مدتها أربع سنوات، واللذين سيتم الإعلان عن اسميهما للرئيس الحالي لتجمع دول س -ص من طرف البلدين المعنيين".
وهكذا، قررت القمة منح المغرب منصب نائب الكاتب التنفيذي لتجمع دول س -ص، الذي أحدث مؤخرا، وذلك لولاية مدتها أربع سنوات.
وسيعزز التواجد المغربي الفعال داخل المجموعة، تفوق المملكة على الجزائر في القارة السمراء، علما أن هذه الأخيرة ليست عضوا في تجمع دول الساحل والصحراء.