ألغت القناة الثانية يوم أمس بشكل مفاجئ بث البرنامج الأسبوعي "مباشرة معكم" دون سابق إنذار، علما أن حلقة هذا الأسبوع من البرنامج الذي يسهر على إعداده وتقديمه الصحافي جامع كلحسن، كانت ستناقش تطورات الأوضاع في الجزائر، التي تشهد مسيرات مطالبة بـ"تغيير النظام" منذ 22 فبراير الماضي.
وأكد مصدر من داخل القناة الثانية طلب عدم ذكر اسمه في تصريح لموقع يابلادي، أن القناة اختارت موقفا أكثر "حكمة"، من خلال عدم التطرق لما يحدث في الجزائر.
وقال مصدرنا "في مواجهة نظريات المؤامرة التي تحاول أن تقحم المغرب عنوة، في الأحداث الجارية في الجزائر، فضلت القناة الثانية أن تلعب ورقة الحكمة".
وأضاف المصدر ذاته أن القناة ارتأت "عدم بث برنامج مباشرة معكم، خصوصا وأن البرنامج كان من المقرر أن يستضيف ضيوفا من الجارة الشرقية، من أجل تحليل الوضع في بلادهم".
وأكد أن "هيئة تحرير القناة الثانية تعبر عن أسفها للضيوف الجزائريين الذين كانوا سيشاركون في الحلقة، كما تتأسف لمشاهدي القناة الذين لم يتم إشعارهم مسبقا بعدم بث الحلقة الجديدة من البرنامج الأسبوعي" الذي يحظى بمتابعة كبيرة في الجزائر.
ورغم أن القناة الثانية اختارت عدم تناول موضوع الحراك الجزائري في برنامج مباشرة معكم، الذي يبث بشكل مباشر، إلا أنها تخصص ضمن نشراتها الإخبارية التلفزية والإذاعية حيزا مهما للتطرق للمسيرات التي تشهدها الجزائر منذ أسابيع للمطالبة برحيل نظام الرئيس عبد العزيز بوتفليقة، كما أنها تعمل على تغطية الأحداث من خلال المقالات التي تنشر على موقعها الإلكتروني باللغتين العربية والفرنسية.
ويأتي قرار القناة الثانية بعد مرور أقل من أسبوع واحد، على تصريحات صحافية لوزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي المغربي ناصر بوريطة، تحدث فيها عن رفض المغرب التدخل في الشؤون الداخلية للجزائر.
وقال بوريطة إن المملكة قررت "الحفاظ على موقف عدم التدخل في التطورات الأخيرة في الجزائر، وامتنعت عن التعليق على هذه القضية".
وانتقد رئيس الدبلوماسية المغربية في حينه إصرار بعض وسائل الإعلام على توريط المغرب في مواقف لا علاقة له بها، كما عبر بوريطة عن رفض المغرب "بقوة الادعاء الخاطئ بالتنسيق مع البلدان الأخرى، ولا سيما فرنسا، بشأن الأحداث في الجزائر"، وأكد أن المملكة "لم تجر أي اتصال مع فرنسا أو أي دولة أخرى في أوروبا أو في أي مكان آخر حول هذا الموضوع".
وقبل تصريح ناصر بوريطة، سبق للناطق الرسمي باسم الحكومة المغربي مصطفى الخلفي، أن رفض خلال الندوة الصحافية التي أعقبت انعقاد المجلس الحكومي يوم الخميس الماضي، الرد على أسئلة حول موقف المغرب مما يجري في الجزائر وقال "جوابي عن السؤال: أرفض الجواب على السؤال".
يذكر أن الآلاف من الجزائريين خرجوا في مظاهرات في مختلف المدن، منذ 22 فبراير الماضي احتجاجا على ترشح الرئيس عبد العزيز بوتفليقة الذي يعاني من مشاكل صحية لولاية خامسة.
وواصل الجزائريون الاحتجاج رغم قرار الرئيس الجزائري الذي أعلنه يوم 11 مارس الماضي بالعدول عن الترشح لولاية خامسة، وإرجاء الانتخابات الرئاسية التي كانت مقررة في 18 ابريل إلى موعد غير محدد، وهو ما يعني تمديد ولايته الرابعة.