نشر موقع "ميس بيسيس" الاسباني اليوم الخميس 14 مارس الجاري، نقلا عن مجلة التلوث البحري، دراسة أجراها علماء إسبان من جامعة مدريد المستقلة وجامعة إشبيلية، حول الديدان الحلقية عديدة الأشواك، وهي فصيلة كبيرة من الحيوانات تتألف من ديدان مقسمة تتواجد في المراسي البحرية في كل من المغرب و شبه الجزيرة الإيبيرية.
وأشار ذات المصدر إلى أن هذه الدراسة ساهمت في اكتشاف ومعرفة التنوع البيولوجي لمجموعة من الكائنات التي تكاثرت بشكل كبير في العقود الأخيرة في السواحل المغربية والإيبيرية.
و تنتمي هذه الديدان حسب نفس الدراسة إلى فصيلة تضم عشرة آلاف نوع من الديدان المتواجدة في أنحاء العالم، بأشكال و ألوان و أحجام مختلفة، من بينها بلاتينيريس دوميريلي Platynereis dumerilii وسيرافولوس سيراتوس Cirratulus cirratus و إكزوغون نايدينا Exogone naidina.
وقال أليخاندرو فرنانديز روميرو، وهو واحد من العلماء الذين قاموا بهذه الدراسة إن هذه الديدان "يمكن أن تزودنا بمجموعة من المعلومات المهمة حول الحالة الجيدة أو السيئة للنظام البيئي المائي الذي توجد فيه" وأضاف "هذا ما نسميه بالمؤشرات البيولوجية، لذلك من الضروري معرفة أي نوع من الديدان الحلقية، تتواجد في سواحلنا، خصوصا تلك المتواجدة في المناطق الملوثة، مثل أماكن المراسي البحرية ".
وتوصل هؤلاء الباحثون إلى تحديد 32 نوع مختلف يعيشون في مثل هذه الأماكن، حيث تختار مجموعة منها المراسي البحرية، التي تتوفر على مستويات عالية من النيتروجين والفوسفور والمواد العضوية وحتى بعض المعادن الثقيلة مثل الزرنيخ أو الزنك، كما أشار المصدر نفسه إلى أنه تم اكتشاف مثل هذه الديدان في بيئات أخرى لكن بدرجة معينة من التلوث، عكس تلك المتواجدة في المراسي.
كما أكد العلماء انتشار نوع من الديدان يسمى بـ سالفاطوريا كالفاطا Salvatoria clavata، في جميع أنحاء شبه الجزيرة الأيبيرية.
وقال فيرنانديز روميرو بخصوص هذا النوع من الديدان إن "هذا الاكتشاف مهم للغاية، حيث لطالما تم العثور على هذا النوع في المياه النظيفة والغير المتلوثة، لكن تبينا لنا من خلال هذه الدراسة، أنها يمكن أن تتواجد في الأماكن الملوثة أيضا".
وتابع المختص الاسباني حديثه قائلا، أنه كلما زاد تركيز ومستوى التلوث في المراسى، زاد احتمال وفرة أكبر لهذا النوع، مشيرا إلى أن الديدان الحلقية عديدة الأشواك التي تم اكتشافها في المغرب وشبه الجزيرة الإيبيرية، تعتبر أداة فعالة في الرصد البيئي، لتسهيل الكشف عن الملوثات والمخلفات البشرية المتواجدة في المراسي البحرية.