بعد إزاحته من رئاسة الحكومة ومن الأمانة العامة لحزب العدالة والتنمية، اختار عبد الإله بنكيران أن يوصل رسائله إلى المغاربة عبر صفحته في موقع التواصل الاجتماعي فايسبوك.
وقال بنكيران في فيديو مباشر بثه عبر صفحته الرسمية في موقع الفايسبوك يوم أمس، إن تعبيره عن أفكاره، وعودته للحديث في أمور السياسة حق يكفله له الدستور المغربي، وأنه تجنب الحديث في السنتين الماضيتين تجنبا لإثارة المشاكل داخل الحكومة.
وهاجم بنكيران في كلمته بحدة رئيس حزب التجمع الوطني للأحرار عزيز أخنوش، وقال "بعض الناس يريدون أن يحشروا الملك في كل الأمور بطريقة فجة، ومنهم أخنوش سامحه الله، الذي نصحته في العديد من المرات، ولكن لا تحبون الناصحين. قال لهم في الداخلة، بأن الحكومة لا تقوم بأي شيء، وأن الأمور كلها يقوم بها جلالة الملك".
وكان أخنوش قد قال في تجمع حزبي يوم السبت 23 فبراير الماضي بمدينة الداخلة، إن الملك محمد السادس هو من أصدر تعليماته لإخراج العديد من البرامج التي تم إطلاقها خلال الحكومة السابقة، ومن بينها إطلاق صندوق التماسك الاجتماعي الذي يتم من مخصصاته دعم النساء الأرامل بشكل مباشر.
وتابع بنكيران "بقيت أفكر في هذا الكلام، وما هو دافعه وراءه، وفهمت أنه يقول لنا منذ الآن أنه في حال أصبح رئيسا للحكومة في سنة 2021 لن يقوم بأي شيء". وتساءل بنكيران "إذا كان كل شيء يقوم به جلالة الملك فلماذا ستصلح أنت؟"، و"لماذا سيعينك جلالة الملك رئيسا للحكومة، إن تصدرت أنت الانتخابات، كما يوهمك الذين أوهموا الذين سبقوك؟".
وواصل بنكيران الذي تم إعفاؤه من رئاسة الحكومة من قبل الملك محمد السادس في شهر مارس من سنة 2017، حديثه قائلا "جلالة الملك في حاجة إلى رؤساء حكومة، لو كان يريد منسقا لترك الوزير الأول. في الدستور هو من وضع رئيس الحكومة".
واتهم بنكيران عزيز أخنوش "بالمزايدة عليه"، وأَضاف أن "الصحافة الأوروبية والوطنية تقول بأن بنكيران ملكي أكثر من الملك"، وتابع "إن لم يكن لجلالة الملك مانع فبدوري لا مانع لدي في أن أكون ملكيا أكثر من الملك".
وزاد قائلا "عندما كانت القضية ساخنة، لم أهرب إلى أي دولة للاختباء بقيت هنا، ونزلت إلى الشارع أتكلم مع الناس، أنت آنذاك لم يكن لك وجود، كنت مجرد وزير للفلاحة لا يذكره أحد".
واسترسل قائلا "لو فشلت فيما قمت به، وأنت تقول بأن الملك هو من يقوم بكل شيء، فهل سنؤاخذ آنذاك الملك؟ إن فشلت فأنا من يتحمل المسؤولية، وإن نجحت فالفضل يعود بعد الله إلى الملك. وهذا ليس كلامك بل كلام من يوحي إليك".
وأضاف بنكيران مخاطبا أخنوش "إن كنتم تعتبرون أن الإصلاحات التي قمت بها ليست في صالح المغاربة، فعليكم بمطالبة الدولة بأن تراجع هذه الإجراءات".
وأكد رئيس الحكومة السابق في كلمته التي تجاوزن مدتها 40 دقيقة، أنه حريص على الثوابت المغربية، وعلى رأسها الملكية، وأنه لا يدعو إلى الثورة، ولكنه ليس مع الانبطاح، وتابع نحن "متمسكون بالملكية، ولا بد من النصح، لا بد من الاصلاح، لا بد من مناهضة الفساد، والاستبداد".