في ظل الجمود الذي يعيشه اتحاد المغرب العربية، اقترح وزير الشؤون الخارجية الجزائري عبد القادر مساهل التركيز على التقارب الاقتصادي بين الدول المغاربية الخمس.
وقال المسؤول الجزائري في تصريح خص به الإذاعة الجزائرية الثالثة إن الجزائر ستواصل دعوتها إلى التكامل الاقتصادي الإقليمي في إطار إعادة تفعيل اتحاد المغرب العربي، مشيرا إلى أنه لا يوجد بديل للتكامل الاقتصادي.
وأضاف أن "البناء المغاربي كان خيارا استراتيجيا للجزائر التي قدمت الكثير من أجله"، موضحا أن "كل اجتماعاتنا عُقدت على مستوى الوزارات واللجان المتخصصة". وفي رده على سؤال بخصوص إعادة بناء وتفعيل اتحاد المغرب العربي قال "فعلنا ذلك ولا زلنا نظن أنه لا خيار آخر خارج التكامل الإقليمي".
واتهم مساهل المغرب بعرقلة بناء الاتحاد المغربي وقال "كنت قد دعوت شهر نوفمبر الفارط إلى اجتماع لهيئة اتحاد المغرب العربي والتي ردّ عليها كل البلدان الأعضاء باستثناء بلد جار" في إشارة إلى المغرب.
وتابع أنه يأمل في أن يتم استغلال انعقاد الجنة الوزارية المغاربية المكلفة بالأمن الغذائي المقررة يوم الخميس بالعاصمة التونسية "لإيجاد فضاء زمني للاجتماع حتى ولو يتم ذلك بشكل غير رسمي بهدف إعادة تفعيل اتحاد المغرب العربي".
وتحتضن تونس يوم غد الخميس أشغال الدورة 18 للجنة الوزارية المغاربية المتخصصة المكلفة بالأمن الغذائي في المغرب العربي. ويهدف هذا الاجتماع إلى تحديد جملة من البرامج الهامة لتفعيل الجهود المشتركة لتنفيذ برامج عمل مغاربية من شأنها تحقيق الأمن الغذائي وتهيئة الظروف المناسبة لمجابهة التحديات الأساسية كندرة الموارد المائية وتدهور التربة والتصحر، كما يهدف إلى الحد من الآثار السلبية للآفات الزراعية والحيوانية التي تهدد أنشطة القطاع.
وتحدث الوزير الجزائري عن المقترحات الممكنة حول السياسة المغاربية المشتركة التي تستند الى نفس الحاجيات والمشاكل على غرار مشكلة الصيد والزراعة والصناعة ...، مؤكدا ان الجزائر لن تتوقف عن الدفاع على فكرة التكامل الاقتصادي.
وواصل حديثه قائلا "لقد اقترحنا سياسة مغاربية مشتركة مع نفس الحاجيات في مجال الهياكل الزراعية والصناعة. نحن نعمل على جعل التكامل الاقتصادي المغاربي مسارا لا رجعة فيه".
لكن حديث مساهل ليس جددا، فقد سبق لسعد الدين العثماني عندما كان وزير للخارجية، في حكومة عبد الإله بنكيران الأولى، أن تحدث بدوره عن التكامل الاقتصادي بين البلدان المغاربية، خلال زيارته للجزائر سنة 2012.
وعموما فإن تصريحات مساهل، تبقى مجرد كلام للاستهلاك الإعلامي، في ظل تجاهله موضوع الحدود المغربية الجزائرية المغلقة منذ سنة 1994، والتي تتمسك الحكومة الجزائرية بإبقائها مغلقة رغم المبادرات المغربية المتكررة.
كما أن مساهل يحاول من خلال خروجه الإعلامي الجديد، أن يبعث برسائل سياسية، خصوصا بعد الحديث "تهميشه" و"إبعاده" عن القضايا الأساسية، بعد عودة وزير الخارجية الجزائري السابق رمطان العمامرة إلى الواجهة.