استقبل وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي، ناصر بوريطة يوم أمس الثلاثاء 19 فبراير وزير خارجية حكومة الوفاق الوطني الليبي، فتحي باشاغا الذي عين في هذا المنصب خلال أكتوبر الماضي، كما اجتمع هذا الأخير في اليوم نفسه مع رئيس الحكومة سعد الدين العثماني.
وخلال هذين الاجتماعين، أعلن المسؤولين المغربيين عن رفضهما "للتدخل الأجنبي" في الأزمة الليبية، وجدد ناصر بوريطة دعوته لترك الليبيين يحلون "المشكلات التي تعوق مسيرة بناء الدولة بأنفسهم و دون أي تدخل أجنبي".
وتعاني ليبيا من انقسام حاد، حيث تتنافس حكومتين على الشرعية والسيطرة، إحداهما حكومة الوفاق الوطني التي تحظى بدعم أممي برئاسة فايز السراج غربي البلاد، والثانية الحكومة الليبية المؤقتة برئاسة عبد الله الثني جهة الشرق.
وبدوره أكد باشاغا على وجوب ابتعاد الليبيين عن الأجندة الخارجية وامتلاك القدرة على تنظيم أنفسهم من دون أي تدخل خارجي وتعزيز الخطاب الوطني المساعد على رأب الصدع، حسب ما أورده موقع قناة 218 الليبي.
وبدت وجهات النظر متقاربة بين المسؤول الليبي ونظرائه المغاربة، حيث اتفقا على رفض تدخل بعض الدول في الأزمة الليبية، لكن كل واحد منهما له تعريفه الخاص لـ"التدخل الأجنبي".
ففي الوقت الذي يشير فيه الدبلوماسي الليبي إلى دولتي الإمارات العربية المتحدة ومصر المعاديتين لحكومة فايز السراج، والداعمتين للمشير خليفة حفتر، ينظر المغاربة بتوجس لمحاولة الجزائر الدخول على خط الصراع الليبي، من أجل دفع أطراف النزاع إلى التوقيع على اتفاق سلام.
وخلال الاجتماع الذي جمع باشاعا برئيس الحكومة المغربية، أكد العثماني أن المملكة حريصة على تطوير العلاقات الثنائية مع ليبيا، وقال إن "هذا الاهتمام بتطوير العلاقات بين البلدين لا يقتصر على الجانب السياسي أو الاقتصادي فقط، بل يشمل أيضاً المستوى الأمني والثقافي والشعبي". فيما أعرب فتحي باشاغا بدوره عن دعمه لتعزيز التعاون بين الرباط وطرابلس في جميع المجالات، ولا سيما الأمن.