نقل القيادي البارز في حراك الريف ناصر الزفزافي، المعتقل بسجن عكاشة بالدار البيضاء، يوم السبت الماضي إلى المستشفى الجامعي ابن رشد بالدار البيضاء، من أجل تلقي العلاجات الضرورية، إثر معاناته من مضاعفات صحية، وصفتها عائلته بالخطيرة.
ونشر والد الزفزافي تدوينة على حسابه بموقع التواصل الاجتماعي فايسبوك قال فيها إنه اتصل بابنه وأخبره أنه "شعر مساء يوم السبت بتوعك على مستوى رجله قبل ان يصبح الامر أشبه بجلطة او أعراض شلل نصفي إذ فقد القدرة على تحريك نصفه الايمن والاحساس به".
وأضاف أن إدارة السجن لم تعرضه على الطبيب، وهو ما جعله يحتج، "فالتحق به زملاؤه (...) معلنين انهم لن يعودوا الى زنازينهم الا بعد حضور الطبيب والاطمئنان على وضعه منددين بعدم ايلاء الاهتمام لحالته واستفزازه".
وبعد حضور الطبيب طلب بحسب والد الزفزافي إشعار مدير السجن بضرورة "نقله على وجه السرعة لقسم المستعجلات لتشخيص حالته"، لينقل بعد ذلك إلى المستشفى الجامعي ابن رشد حيث تبين "انه مصاب بتقلص شرياني على الجهة اليمنى من الرأس، و تم اخباره ان الشريان ازداد تقلصا مما يؤثر على تدفق الدم للدماغ حسب ما أسّر به رئيس قسم الاعصاب بابن رشد بعدما تم استدعاؤه للاطلاع على نتائج تشخيص حالته ليعلن لابني ان حالته دقيقة تستوجب نقله على وجه السرعة للرباط ملمحا إلى امكانية نقله للمستشفى العسكري وهو ما لم يحدث على أية حال إذ تمت اعادته للسجن بعد ذلك".
وكانت إدارة سجن عكاشة قد أصدرت بلاغا يوم السبت الماضي قالت فيه "إنها تدخلت من أجل فرض النظام بعد أن حاول أحد المعتقلين على خلفية أحداث الحسيمة (...) خلق البلبلة والفوضى".
وأضاف البلاغ أن الزفزافي "رمى أرضا بمستلزمات الإسعاف وتعمد إيذاء نفسه بضرب يده بطرف أحد المكاتب وبالحائط، مطالبا بحضور المدير والطبيب ومدعيا أن الإسعافات المقدمة له غير كافية"، واتهمته إدارة المؤسسة السجنية بـ"خلق البلبلة والفوضى".
من جانبه قال المحامي محمد أغناج عضو هيئة الدفاع عن معتقلي حراك الريف في تدوينة على صفحته بالفايسبوك، إنه زار رفقة المحامية بشرى الرويسي، بعض معتقلي حراك الريف ومن بينهم ناصر الزفزافي، مؤكدا أنهما علما أن هذا الأخير يعاني منذ مدة من "مرض على مستوى أسفل قدميه بسبب ضغط عظام أسفل الساق، مما يسبب له آلام حادة، وقد سبق تشخيص هذه الوضعية التي كانت إدارة السجن تتعامل معها بمنحه بعض المسكنات البسيطة".
وأضاف أنه خلال يوم السبت انتابته نفس الحالة "فطلب منحه نفس العلاجات، لكن اعوان الادارة الحاضرين رفضوا ذلك بعلة غياب الطبيب، مما ادى لتفاقم حالة المعتقل الصحية وبدأ يفقد الإحساس بنصف جسمه الأيمن بالكامل".
وبحسب أغناج فقد حاول مدير المؤسسة السجنية "التدخل لعرقلة" نقل الزفزافي إلى المستشفى، "لكن واقع الحالة الصحية للمعتقل جعلت نقله يفرض نفسه".
وأوضح أغناج أن الفحوصات أظهرت أن ناصر الزفزافي يعاني من تقلص شرياني على مستوى رأسه، مما قد يسبب له جلطة دماغية، وأضاف أنه تمت إعادة موكله "الى زنزانته، دون اَي علاج، ودون ان يتلقى الأدوية التي وصفها له الأطباء الذين قاموا بالتشخيص".
وعلاقة بموضوع معتقلي حراك الريف، أفاد المحامي محمد أغناج، بأن الغرفة الجنائية الاستئنافية قررت تأخير ملف معتقلي حراك الريف بالدار البيضاء، إلى يوم الجمعة 1 فبراير المقبل، كما قررت استدعاء المتهمين الأربعة المتابعين في حالة سراح في الملف.
وكان مقررا حسب أغناج أن يتم تخصيص الجلسة لاستكمال المناقشات التي بدأت في الجلسة الماضية حول أحقية دفاع المتهمين في تناول الكلمة لتقديم الطلبات والدفوع في غيبتهم بعد ان قرر المعتقلون مقاطعة الجلسات، "لكن المحكمة مع بداية الجلسة قررت إنذار المتهم المعتقل صلاح لشخم بالحضور والأمر بإحضاره عند الامتناع، ورفعت الجلسة لتنفيذ ذلك".
بعد ذلك "عادت الجلسة للانعقاد بعد اكثر من ثلاثة ساعات، ليعلن الرئيس عن رفض المعتقل صلاح لشخم الحضور أسوة بباقي المعتقلين".