القائمة

interview_1

الكاتب الوطني لحزب النهج الديمقراطي: حضرت حفل تنصيب مادورو والشعب الفنزويلي سيصمد في وجه التدخل الأمريكي

أدى نيكولاس مادورو اليمين الدستورية، ليتولى رئاسة فنزويلا لولاية ثانية قبل أسبوعين، وقاطعت العديد من الدول المؤثرة في العالم حفل التنصيب.

وحضر الكاتب الوطني لحزب النهج الديمقراطي مصطفى البراهمة، مراسيم التنصيب التي جرت في مبنى المحكمة العليا، على الرغم من أن الدستور يشير إلى أن هذه المراسم يجب أن تقام في البرلمان أو الجمعية الوطنية.

نشر
مصطفى البراهمة أثناء مشاركته في حفل تنصيب نيكولاس مادورو
مدة القراءة: 4'

وترفض العديد من الدول، وفي مقدمتها الولايات المتحدة الأمريكية، الاعتراف بمادورو رئيسا لفنزويلا وتدعوه إلى تسليم السلطة، علما أن البلاد تعيش ركودا اقتصاديا غير مسبوق، ما أدى إلى نزوح الملايين خارج البلاد، كما أنها تعيش على وقع احتجاجات يومية داعمة لرئيس البرلمان المعارض خوان غوايدو، الذي أعلن نفسه "رئيسا بالوكالة" للبلاد.

وكان مادورو قد فاز بولاية جديدة مدتها ست سنوات في الانتخابات التي جرت يوم 20 ماي 2018، لكن منافسيه الرئيسيين رفضوا النتائج التي تم الإعلان عنها، مشيرين إلى وجود خروقات واسعة النطاق.

في هذا الحوار يوضح مصطفى البراهمة موقف حزب النهج الديمقراطي الراديكالي، من النظام الفنزويلي، ويتحدث عن وضع اليسار في أمريكا اللاتينية.

هل تلقيتم دعوة لحضور حفل التنصيب؟

نحن ذهبنا في إطار لجنة تحضيرية لقمة الشعوب الذي ستحتضنها العاصمة الفنزويلية كراكاس خلال الشهر المقبل. وهذه اللجنة التحضيرية وضعت في برنامجها حضور حفل تنصيب مادورو، وحضور الحفل العسكري، وأيضا حضور لقاء في وزارة الخارجية مع مادورو. والأساسي كان هو التهيئ لقمة الشعوب.

هل التقيت مسؤولين فنزويليين؟

أنا لم أذهب على أساس أن أجري لقاءات ثنائية، التقيت المسؤولين الفنزويليين الذين كان يهيؤون معنا لقمة الشعوب، كنا نعقد اجتماعاتنا في معهد للتكوين السياسي، زارنا وزير لخارجية والعمل الفنزويليين.

كيف تنظر إلى العلاقات الفنزويلية المغربية؟

سفارة فزويلا في الرباط هي التي منحتنا التأشيرة، العلاقات مرتبطة بعمل الدبلوماسية الخارجية، عدد من الدول من ضمنهم فنزويلا تساند حق الشعب الصحراوي في تقرير مصيره، والعلاقات مبنية على طبيعة السياسة الدبلوماسي للبلدين.

كيف مر حفل التنصيب؟

مادورو قال في خطابه إن 94 دولة حضرت حفل التنصيب، الذي تم أمام المحكمة الدستورية، علما أنه في العادة يتم التنصيب أمام البرلمان، لكن مادام أنه لا يتوفر على الأغلبية في المؤسسة التشريعية، فالدستور يتيح له أداء القسم أمام المحكمة الدستورية.

ألقى في الحفل خطابا، وفي اليوم الموالي ترأس اجتماعا حضره حوالي 120 شخصا من الوفود الأجنبية، دافع فيه عن الديمقراطية والشرعية.

ما موقفكم في حزب النهج الديمقراطي مما يجري في فنزويلا؟

نحن في النهج أصدرنا بيانا، ندين فيه التدخل الأمريكي لدعم الانقلاب على الشرعية، مادورو يمثل الشرعية ويحترمها، انتخبه الشعب الفنزويلي، الأغلبية البرلمانية يمينية، ويجب احترام هذا التعايش.

مادورو جاء عن طريق الديمقراطية، ويقف ضد الإمبريالية، وهورئيس تقدمي ويلتف حوله شعبه، وأنا رأيت بأم عيني الحشود التي خرجت إلى الشوارع يوم تنصيبه.

رئيس البرلمان اعلن نفسه رئيسا للدولة، هذا تطاول على السلطة التي لا توجد ضمن صلاحياته، لأن هناك رئيس منتخب ويحترم الشروط الديمقراطية.

إذن أنت تتوقع استمرار مادورو في رئاسة البلاد رغم الضغوط الخارجية والداخلية؟

أنا رأيت أمرين، الالتفاف الجماهيري الواسع للكادحين والفقراء، على مادورو، والتفاف الجيش أيضا، ولا يجب أن ننسى أن هوغو تشافيز كان عسكريا، وهو ما حافظ على مساندة العسكر للثورة البوليفارية. وتوجد طبقة أوليغارشية كانت مستفيدة من الأوضاع، القائمة وعلى الخصوص في الأوساط الفلاحية، وتريد الاستيلاء على السلطة بدعم من الولايات المتحدة الأمريكية، التي تتدخل ضدا على السلطة القائمة في البلاد.

وأظن أن الشروط كي يصمد موجودة، فنزويلا تتوفر على أكبر احتياطي عالمي من البترول، وأكبر احتياطي من الذهب في أمريكا اللاتينية، وتملك المقومات لتجاوز هذا الحصار.

ومادورو أعلن في خطابه أنه سيستند على روسيا والصين وتركيا، ولا يجب أن ننسى أن كوبا صمدت رغم حصار استمر لـ50 سنة، وهي جزيرة معزولة، عكس فنزويلا المحاطة بدول تتقاسم معها نفس المصير.

ألا ترى أن اليسار في أمريكا الجنوبية في تراجع مستمر؟

أمريكا هي التي تطالب من مادورو مغادرة السلطة، إضافة إلى فرنسا والبرازيل التي يحكمها دكتاتوري عسكري.

شعوب أمريكا اللاتينية نالت استقلالها بداية القرن التاسع عشر، إثر الثورة البوليفارية، وحمكت بعد ذلك من  قبل أنظمة دكتاتورية ومع بداية القرن 20 استطاعت الحركات اليسارية وحركات المجتمع المدني أن تصل إلى السلطة في الأرجنتين والبرازيل وفنزويلا وبوليفيا. التغيير جاء بالطرق الديمقراطية والسلمية من خلال صناديق الاقتراع.

صناديق الاقتراع لازالت اليوم محط صراع، لأن الصراع الطبقي موجود في المجتمع، إضافة إلى تدخل أمريكا الشمالية ممثلة في كندا والولايات المتحدة الأمريكية، اللتين تعتبران أمريكا اللاتينية تدخل في نفوذهم السلطوي، ويشتغلان على تغيير معالمها.

اليوم هناك مجموعة من الشعوب لاتزال صامدة، ليس هناك تراجع جوهري وكبير لقوى اليسار.

اليسار من خلال ممارسته للسلطة في ظل الضغوط التي تمارسها الدول الإمبريالية، لا يستطيع أن يحقق بما فيه الكفاية طموحات الشعوب، وبالتالي الفئات الوسطى بقيادة البرجوازية تعود إلى السلطة، ولكن بفارق يبلغ 1 أو 2 في المائة. وهو ما يعطي القابلية للتداول الديمقراطي على السلطة.

كن أول من يضيف تعليق على هذا المقال