خلال استقباله لمجموعة من أعضاء شبيبة حزب العدالة والتنمية، عاد رئيس الحكومة السابق عبد الإله بنكيران للحديث عن سنوات إدارته للحكومة، وقال إنها كانت أفضل السنوات التي عرفها المغرب، رغم حديثه عن مواجهته للعديد من العراقيل، وتحدث عن "تحرش" دولة الإمارات العربية المتحدة بحكومته.
وأكد بنكيران أنه خلال سنوات رئاسته للحكومة، لم يكن يتدخل في العلاقات الخارجية للمغرب، لأنها اختصاص حصري للملك بحسب كلامه.
وانتقد المطالبين بـ"الملكية البرلمانية" وقال "لا أشك في أن المطالبين بالملكية لبرلمانية...، كانوا يقولونها بنية حسنة، لكن ما ذا تعني بالضبط، اشرحوا لي قولهم ملك يسود ولا يحكم، من سيحكم إذن".
وواصل حديثه قائلا في "قضية الصحراء مثلا هل سنترك كل رئيس حكومة ينتهج سياسة محددة (...)، مستحيل على أي رئيس حكومة أن يقوم بتسيير هذا الملف".
وتابع "هناك دولة كان فيها أشخاص يتحرشون بنا، هي الإمارات العربية المتحدة، ضاحي خلفان وجه النحس هو ودحلان...، يتحرش بنا، ومع ذلك عندما كانوا يستدعوننا لحفلاتهم كنت أذهب، وأقول سياسة سيدنا".
وأوضح أنه كان بإمكانه ألا يذهب "رغم أن سيدنا كان سيسألني لماذا لم أذهب، وكنت سأقول له 'هاد الناس كيبسلو علينا'".
واسترسل قائلا عندما "خرجت مسيرة ولد زروال، تلفزيونهم خرج يطبل ويزغرد، حتى تخاله هو الذي يقف وراء المسيرة".
وبحسبه فإن رئيس الحكومة الحالي سعد الدين العثماني، بدوره يسير على منواله، "لأنها سياسة سيدنا في الخارج، ولا يمكننا أن نعاكس سياسة سيدنا". وأوضح أن "مواقف الإمارات معروفة، وعندما ألتقي أميرهم أسلم عليه بالاحترام والمودة اللازمة، هذه سياسة سيدنا".
يذكر أن الإمارات العربية المتحدة لا تخفي عداءها لحركات الإسلام السياسي، في مختلف البلدان العربية، إذ سبق لها أن مدت يد المساعدة للرئيس المصري الحالي عبد الفتاح السيسي، بعد إطاحته بالرئيس السابق محمد مرسي، كما أن علاقتها بحركة النهضة التونسية طبعها التوتر، فضلا عن الجهر بمعاداتها لحركة حماس الفلسطينية، المصنفة ضمن تنظيمات الإخوان المسلمين.
وفي المغرب كانت الإمارات متوجسة من حزب العدالة والتنمية، رغم إعلان قادته في العديد من المناسبات، عن أنهم لا تربطهم أية صلات بالتنظيم العالمي للإخوان المسلمين. وتحدثت بعض وسائل الإعلام المغربية عن لعب أبوظبي دورا كبيرا في إقالة سعد الدين العثماني من وزارة الخارجية سنة 2013.
وسبق للرجل القوي في الإمارات ضاحي خلفان الذي يتولى منصب نائب رئيس الشرطة والأمن العام في دبي، أن هاجم في العديد من المناسبات حزب العدالة والتنمية، وتنبأ في إحدى المناسبات سنة 2015، بسقوط حكومة بنكيران "خلال عام أو يزيد". آنذاك قال بنكيران إنه اشتكى من تصريحات خلفان للملك محمد السادس، للتدخل لدى المسؤولين الإماراتيين.
ولكن، رغم رئاسة حزب العدالة والتنمية للحكومة المغربية منذ سنة 2011، إلا أن المغرب يعتبر من بين أهم حلفاء الإمارات العربية المتحدة في العالم العربي.