القائمة

أخبار

اتهامات متبادلة بين صحافيين ومالكي الموقع...ما الذي يقع داخل هسبريس؟

نشر صحافيان سابقان بموقع هسبريس الإلكتروني، تدوينات على صفحتهما في موقع التواصل الاجتماعي فايسبوك، يتهمان فيها مالكي الموقع، بقرصنة بريدهما الإلكتروني، وبخدمة أجندة الإمارات وابتزاز مؤسسات وشخصيات مغربية، وهو ما نفاه المدير العام للموقع حسان الكنوني.

نشر
DR
مدة القراءة: 6'

اتهم صحافيان سابقان في موقع هسبريس الإلكتروني، عبر تدوينات على موقع التواصل الاجتماعي فايسبوك، مالكي الموقع الإخباري الشهير، بقرصنة بريدهما الإلكتروني، وبخدمة أجندة دولة الإمارات العربية المتحدة، وبمحاباة بعض رجال السياسية النافذين في المغرب، وابتزاز آخرين، وهي التهم التي نفتها إدارة الموقع.

وقال الصحفي خالد البرحيلي الذي سبق له أن اشتغل في موقع هسبريس وموقع هسبورت، في تدوينة مطولة نشرها على صفحته في موقع التواصل الاجتماعي فايسبوك، إن "العلاقة الوحيدة التي مازالت تجمعني بهسبورت هي الأسهم التي أملكها في الشركة التي تصدر الموقع والتي تصل إلى %20، والتي أتبع، حاليا، المساطر القانونية لبيعها، لأنهي أي علاقة لي بالموقع، بعدما أنهيت علاقتي بالشركاء، وهما الأخوان الكنوني".

هسبريس والإمارات

وأضاف أن استقالته من هسبريس رفقة الصحافي نور الدين لشهب جاءت بعد ما "قرر مدير النشر والمدير العام للموقع، وهما الأخوان (أمين وحسان) الكنوني، الدخول في جوقة "صحافة الرز"، ونقل أمراض الشرق الأوسط إلى الموقع. أو بمعنى أصح أصبح لزاما أن نجعل من هسبريس مثل سوق عكاظ، يباع فيه كل شيء: مقال، بورتريه، تقرير، "طالع نازل"، وكل الأجناس الصحافية والغير الصحافية التي تفي بالغرض!".

وتابع في تدوينته أن "أول المقدسات التي أصبحت في هسبريس هو تبييض وجه الإمارات بأي ثمن كان، وتسويد وجه قطر ولا يهم الثمن المدفوع!".

بدوره قال نور الدين لشهب في تصريح لموقع يابلادي "لاحظت أنهم (هسبريس) منحازون إلى الإمارات العربية المتحدة، ويهاجمون قطر، وهذا لم يرقني لأنهم ينقلون أمراض الخليج العربي إلى المغرب ونحن بعيدون عن هذه المسألة".

ويؤكد لشهب أنه كان "أول صحافي عمل في موقع هسبريس"، وأنه "ساهم في وصوله إلى ما هو عليه الآن"، لكن بعدما أصبح الخط التحريري للموقع لا يروقه قرر تقديم استقالته، وطالب بتسليمه مستحقاته المالية، غير أنه تفاجأ برد أمين الكنوني الذي أخبره أنه "مجرد متعاون" مع الموقع ولا يحق له طلب التعويضات.

 وفي تصريح لموقع يابلادي نفى حسان الكنوني المدير العام لهسبريس كل هاته الاتهامات، واتهم بالمقابل الصحافيان بمحاولة ابتزاز الموقع، مؤكدا أن البرحيلي ولشهب يريدان إطلاق مشروع إعلامي، بتمويل من أمين عام سابق لحزب سياسي، ويحاولان الترويج له عبر التهجم على موقع هسبريس.

وأضاف الكنوني "أَدْخَلوا الإمارات في تدويناتهم، لأن رواد مواقع التواصل الاجتماعي ينتظرون مثل هذه الأمور، لذلك سيشاركون مثل هذه التدوينات".

فيما رد لشهب قائلا "إذا أردنا أن نطلق مشروعا مع أمين عام حزب سياسي فهذا شغلنا، ونحن سنطلق مشروعا إعلاميا، ولكننا لا نبتزهم".                               

أخنوش خط أحمر

ويقول البرحيلي في تدوينته "وإن كانت الإمارات المقدس الأول في هسبريس فالمقدس الثاني هو وزير الفلاحة والصيد البحري، وأمين عام حزب الأحرار، عزيز أخنوش". ويواصل "فالويل كل الويل لمن يقترح من الصحافيين موضوعا سلبيا عن مخطط عزيز أخنوش الأخضر أو الأصفر أو البرتقالي.. حينها سيصبح من المغضوب عليهم والضالين".

بدوره قال نورالدين لشهب في تصريحه للموقع "أنا أتحداه (حسان الكنوني) أن يكتب مقالا ينتقد فيه حزب أخنوش كما ينتقد الأحزاب الأخرى".

لكن الكنوني نفى كل هاته التهم، وأكد أن هسبريس تعطي الكلمة لجميع الأطراف، وأنها تعتمد في مقالاتها الرأي والرأي الآخر دون تمييز، وأضاف "تحدثا عن عزيز أخنوش والمقاطعة، نحن نشرنا أكثر من 200 مقال عن المقاطعة، طبعا وجهات نظر الجميع كانت حاضرة".

قرصنة ودعوى قضائية

وتساءل البرحيلي في تدوينته عن السبب الذي دفع مالكي موقع هسبريس إلى "قرصنة الإيملات الشخصية لبعض الصحافيين من خلال أرقام الهواتف التابعة للمؤسسة، وكيف تجسس مالكو هسبريس على العديد من الصحافيين وقاموا بالعبث بمعطياتهم الشخصية؟".

بدوره قال نور الدين لشهب ليابلادي، إنه "تم إيقاف رقمي الهاتفي يوم 12 أكتوبر، ولأن بريدي الإلكتروني كان مرتبطا بالهاتف، تمت قرصنتة".

فيما رد حسان الكنوني في تصريحه ليابلادي قائلا  "يقولون إنهم تعرضوا للقرصنة، نحن لم نفعل ذلك، هذه مجرد اتهامات من أجل خلق موجة من الجدل، يوجد من وراء كل هذا مخطط، واستراتيجية، هذه حملة ضد هسبريس، لأن لهم مشروعا بتمويل من أمين عام حزب سابق لن أسميه".

وواصل الكنوني سرد روايته لموقع يابلادي قائلا "خالد البرحيلي التحق بهسبريس في 2011، بصفته صحافيا، ويملك أسهما في موقع هسبورت، عندما قررنا أن نقوم بملاءمة الموقع مع مقتضيات قانون الصحافة والنشر، لم يعد مديرا للنشر، وهو ما لم يرقه، ليشرع بعد ذلك في هذه الحملة".

وأضاف "البرحيلي لا علاقة له بهسبريس منذ 2014، نحن في هذه المرحلة نسلك جميع الإجراءات القانونية، والقضية ستعرض على الجهات القضائية، وهي التي ستقول كلمتها فيها، لأن ما ورد في التدوينات اتهامات خطيرة، للمؤسسين ولذمتهم المالية، وهذه نقطة لن نتسامح فيها".

من جانبه قال نور الدين لشهب للموقع إنه رفع "دعوى قضائية ضد حسان الكنوني باعتباره مسير الشركة، وهو الذي قرصن بريدي الإلكتروني"، وواصل "نملك دلائل، عندي محادثات في الواتساب". وأكد أن مسؤولين من هسبريس قالوا له في محدثات عبر الهاتف لا يزال يحتفظ بها "إن حسان سيعيد لي البريد الإلكتروني الخاص بي". وتابع "عندي شهود بأنهم تفاوضوا معي من أجل إعادة بريدي الإلكتروني".

لكن الكنوني يؤكد أن كل ما يملكه لشهب والبرحيلي مجرد "محادثات خاصة على الواتساب".

صفقات وجو مشحون 

وأشار خالد البرحيلي في تدوينته إلى أن مالكي موقع هسبريس يبتزون بعض الشخصيات والمؤسسات، من أجل توقيع عقود إشهارية معهم، وقال "عبد الأحد الفاسي، الذي وضعوه في خانة "نازل" لأنه رفض توقيع عقد إشهاري بقيمة 120 مليون سنتيم (أملك نسخة من العقد) ولا هو مثل بنشماش الذي وجد صعوبة في توقيع عقد بقيمة تزيد عن 70 مليون سنتيم طلبها منه الموقع، حينها بدا الموقع يتحدث عن "تعثر" بنشماش في تدبير حرب البام، وهو بطبيعة الحال ليس مثل الحبيب المالكي الذي تغطى أنشطته كليا، لأنه وقع عقدا بخمسين مليون سنتيم، ولا هو ساجد الذي تنشر مواده بالبند العريض لأنه وقع عقدا إشهاريا بقيمة 120 مليون سنتيم".

وتابع "من لا يدفع يصبح رهينا للعبث بأخباره في حالة إفلاس مهني وأخلاقي مطلق! ويمكنني أن أعدد عقود إشهارية تقدمها مؤسسات الدولة تصل إلى المليار سنتيم من المال العام تقدم للموقع "الأزرق"، وما تتضمنه بالتفصيل المُمِل، وكيف تم توقيعها".

ورد الكنوني قائلا ليابلادي إن تدوينة البرحيلي "جاءت في ساعة غضب، السيد ضحية لبعض الناس، لا أعلم إن كانوا قد قاموا بعملية غسل دماغ له، حتى انفجر بتلك الطريقة"، وواصل قائلا هذه الاتهامات "خطيرة لا يستطيع إثباتها، تحدث عن أن لنا علاقة بالبرلمان، لا توجد لنا أي اتفاقية مع البرلمان".

ويؤكد البرحيلي في تدوينته أن "أزيد من 24 صحافيا وتقنيا" قدموا استقالتهم من الموقع خلال الأشهر القليلة الماضية، وأن سمعة الموقع وصلت إلى الحضيض، وتراجع عدد زواره بالنصف تقريبا "ولتغطية هذا "الخصاص" في "الترافيك" كان لزاما على الموقع أن يستثمر أزيد من 150 مليون سنتيما في الفايسبوك، مع الإشتراك في العديد من التطبيقات لشراء الزوار".

ورد الكنوني  قائلا "لا توجد هذه الاستقالات التي يتحدث عنها، نحن 100 مستخدم، ومن العادي أن يغادرنا البعض من وقت لآخر".

وعلاقة بالموضوع أكد عدد من الصحافيين الذين اشتغلوا في الموقع قبل ان يغادروه، في تصريحات ليابلادي، ان شائعات يتم تداولها على نطاق واسع بين صحافيي هسبريس "تفيد بانه من المحتمل أن تكون الادارة تتجسس على صحافييها"، دون ان ينفوا أو يؤكدوا تلك الشائعات.

كن أول من يضيف تعليق على هذا المقال