القائمة

أخبار

هل احتل المغرب حقا المرتبة 37 في مؤشر الجريمة العالمي لسنة 2019؟

تداولت مواقع إخبارية مغربية خبرا يفيد بأن "قاعدة بيانات" معروفة باسم "نامبيو"، نشرت "التقرير السنوي لمؤشر الجريمة العالمي لعام 2019"، وأن المغرب يحتل المرتبة 37 عالميا، فما حقيقة هذا التصنيف؟

نشر
DR
مدة القراءة: 3'

تداولت بعض المواقع المغربية نهار اليوم، خبرا يفيد بأن المغرب احتل المرتبة الخامسة عربيا و37 عالميا ضمن التقرير السنوي لمؤشر الجريمة العالمي لعام 2019، الصادر عن "قاعدة البيانات الشهيرة نامبيو".

وأورد موقع القناة الثانية الإلكتروني، أن المغرب احتل المرتبة 12 في القارة الإفريقية، ضمن التصنيف الذي ضم 118 دولة تم قياس مستويات الجريمة فيها.

الموقع ذاته أكد أن المؤشر اعتمد على معايير عديدة كجرائم القتل والسرقة والسطو والاغتصاب، ويقوم بترتيب الدول بمقياس يتراوح من صفر إلى 100، بحيث كلما اقتربت دولة من الصفر كانت معدلات الجريمة فيها قليلة، فيما ترتفع هذه المعدلات في حالة اقتراب تقييم دولة ما من 100.

من جانبه تحدث موقع "العمق" عن الموضوع ذاته وقال "حسب آخر تحديث له في شهر يناير الجاري (نومبيو)، إن مؤشر الجريمة بالمغرب معتدل حيث حصل على 50.24 نقطة، كما سجل التصنيف ارتفاع جرائم الفساد والرشوة بنسبة 71.68 نقطة".

لكن ما يلفت الانتباه هو أن موقع "نامبيو" الذي سهر على إعداد هذا الترتيب لا تتعدى زياراته العشرات، كما أنه اعتمد في ترتيبه للدول على آراء زواره فقط، دون الاعتماد على أي أساس علمي، حيث اعتمد في تقييمه للمغرب على آراء عينة تتمثل في 248 شخصا، في حين اعتمد في منحه لفنزويلا المرتبة الأولى عالميا من حيث الدول الأكثر أمانا على آراء 435 شخصا.

كما كان لافتا للانتباه أن دولا تعاني من فراغ أمني كبير كالعراق، تم تصنيفها في مرتبة متقدمة مقارنة مع دول أخرى تشهد استقرارا كالجزائر وفرنسا والولايات المتحدة الأمريكية، وهو ما لا يستقيم والمعطيات على أرض الواقع.

المغرب في المرتبة 71 عالميا

وفي مقابل الترتيب الذي نشره موقع نامبيو، والذي أورده موقع القناة الثانية وموقع العمق، ومواقع عربية أخرى، صنف "مؤشر السلام العالمي"، الذي يتمتع بمصداقية كبيرة، والذي أصدره معهد لندن للاقتصاد والسلام بالتشاور مع فريق دولي من الخبراء والمعاهد ومراكز البحوث، وبالتعاون مع مركز دراسات السلام والنزاعات في جامعة سيدني، خلال شهر يونيو الماضي، المغرب في المرتبة 71 عالميا، من أصل 163 بلدا.

وفي ظل عدم اعتماد موقع نامبيو على منهجية واضحة وعلمية لتصنيف الدول، يعتمد مؤشر السلام العالمي الذي يغطي 99.7 في المئة من سكان العالم، على ثلاث مؤشرات رئيسية هي: مستوى الأمان والسلامة المجتمعية، وشدة الصراع الداخلي والدولي الجاري، ودرجة العسكرة.

ويركز المؤشر بالإضافة إلى هذه المؤشرات الرئيسية على أكثر من أربعة وعشرين من المؤشرات الفرعية الأخرى، منها عدد الحروب الداخلية والخارجية للدولة، وتقديرات أعداد الوفيات الناجمة عن الحروب، ومستوى الصراع الداخلي، والعلاقات مع البلدان المجاورة، ومستوى عدم الثقة في المواطنين الآخرين، وعدد المشردين بالنسبة إلى عدد السكان، والاستقرار السياسي، ومستوى احترام حقوق الإنسان، بالإضافة إلى عدد المسجونين، وعدد جرائم القتل، وعدد التظاهرات العنيفة، فضلًا عن نسب الإنفاق العسكري في الموازنة العامة للدولة، وعدد أفراد القوات المسلحة، وصادرات وواردات الأسلحة المختلفة، الثقيلة والخفيفة.

يذكر أنها ليست المرة الأولى التي تقع وسائل الإعلام المغربية ضحية لموقع "نامبيو" المغمور، فقد سبق للعديد منها أن نقلت عنه في وقت سابق أن مدينة الدار البيضاء خامس أكثر المدن تلوثا في العالم، وكانت جريدة "الصباح" قد وصفت في حينه الموقع بأنه "مركز أمريكي شهير متخصص في دراسة مستويات المعيشة، والسلامة والتلوث، والبيئة".

كن أول من يضيف تعليق على هذا المقال