لا تزال العلاقات المغربية السعودية تمر بأزمة صامتة، وذلك رغم زيارة الأمير عبد العزيز بن سعود بن نايف بن عبد العزيز، وزير الداخلية بالمملكة العربية السعودية للمغرب، ولقائه بالملك محمد السادس يوم 10 أكتوبر الماضي.
آخر المؤشرات على استمرار التوتر في العلاقات بين البلدين، هو عدم مشاركة المغرب في مناورات الموج الأحمر، التي أعلنت وزارة الداخلية السعودية عن انطلاقها يوم الأحد الماضي، وستستمر إلى غاية 4 يناير الجاري.
وتشارك في هذه المناورات، كل من مصر والأردن وجيبوتي واليمن والإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية، علما أن معظم هذه الدول أعضاء داخل التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن، الذي تقوده السعودية، والذي بدأ عملياته العسكرية ضد جماعة الحوثي اليمينية المدعومة من قبل إيران وحزب الله يوم 26 مارس من سنة 2015.
وكان المغرب آنذاك من بين الدول التي استجابت لدعوة العاهل السعودي سلمان بن عبد العزيز من أجل دعم "الشرعية" في اليمن ضد "الانقلابيين" الحوثيين.
ورغم أن المملكة لم تعلن رسميا عن سحب قواتها من اليمن بشكل رسمي، إلا أنه سبق للعديد من وسائل الإعلام العربية أن تحدثت عن سحب المملكة لطائراتها المقاتلة من التحالف الذي تقوده الرياض.
وتعود فصول التوتر السعودي المغربي إلى شهر يونيو من سنة 2017، حين قررت السعودية والإمارات والبحرين ومصر، مقاطعة قطر بعد اتهماهما بدعم الإرهاب، والتدخل في شؤونها الداخلية، وبينما اختارت العديد من الدول الحليفة للسعودية كموريتانيا والأردن السير على نهج الرياض وأبوظبي وقطع العلاقات مع قطر، قرر المغرب الذي يعتبر بدوره من حلفاء السعودية، البقاء محايدا.
بل وسارعت المملكة خلال الأيام الأولى من بداية الأزمة الخليجية، إلى إرسال مساعدات غذائية إلى قطر، وأعلنت عن استعدادها للعب دور الوساطة من أجل تجاوز الخلافات وإعادة اللحمة إلى البيت الخليجي، وقام بعد ذلك وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي، ناصر بوريطة بزيارة إلى عواصم الدول الخليجية إلا أن المسعى المغربي باء بالفشل.
وخلال شهر نونبر من السنة الماضية زار الملك محمد السادس كل من أبو ظبي وقطر، ولم يتوجه في حينه إلى الرياض.
وفي 13 يونيو الماضي، صوتت المملكة العربية السعودية والدول التي تدور في فلكها، كالكويت والأردن والإمارات، لصالح الملف الثلاثي لأمريكا الشمالية لاستضافة كأس العالم، بدل الملف المغربي، وهو ما خلف غضبا شعبيا ورسميا في المغرب.
وبعد ذلك، اعتذر وزير الثقافة والاتصال المغربي محمد الأعرج عن المشاركة في اجتماع لوزراء الإعلام في دول التحالف العربي في اليمن بمدينة جدة السعودية، بسبب ما قيل إنه "ارتباطات متعلقة بجدول أعمال الوزير".
يذكر أنها ليست المرة الأولى التي يغيب فيها المغرب عن المناورات العسكرية التي تشارك فيها دول التحالف العربي، ففي شهر أكتوبر الماضي حضر المغرب كعضو مراقب فقط، في المناورات التي استضافتها مصر وشاركت فيها الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية والكويت والأردن والبحرين.