القائمة

أخبار

السفير الموريتاني في الجزائر: الموقف الموريتاني "يتقاطع" مع موقف الجزائر بخصوص قضية الصحراء

في ظل الحديث عن طي صفحة الخلافات بين المغرب وجبهة البوليساريو، خرج السفير الموريتاني في الجزائر بتصريحات مثيرة للجدل، وقال إن بلاده تشاطر الجزائر نفس الموقف فيما يخص قضية الصحراء الغربية، علما أن موريتانيا ظلت تؤكد منذ سنوات أنها تتخذ موقفا حياديا من النزاع الذي عمر لسنوات طويلة.

نشر
DR
مدة القراءة: 3'

بعد مرور حوالي أسبوعين على اجتماع "المائدة المستديرة" بجنيف بين المغرب والجزائر والبوليساريو وموريتانيا، خرج السفير الموريتاني في الجزائر بلاه ولد مكية، بتصريحات إعلامية قال فيها إن نظرة بلاده "تتقاطع" مع نظرة الجزائر "إزاء عديد الملفات الإقليمية والدولية، ولا سيما فيما يتعلق بقضية الصحراء الغربية المطروحة أمام الأمم المتحدة، ومسائل مكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة العابرة للحدود".

وتابع السفير الموريتاني، أن العلاقات بين البلدين "دخلت مرحلة الواقعية والتجسيد"، خلال العام 2018. وأثنى على "الديناميكية التي يشهدها التعاون الجزائري الموريتاني، منذ افتتاح أول بوابة برية على الحدود، في 19 غشت؛ لتعزيز العلاقة في الجانب الاقتصادي".

من جانبه قال النائب عبد الحميد سي عفيف، رئيس لجنة الشؤون الخارجية والتعاون في البرلمان الجزائري، إن "إنشاء مجموعة مشتركة للصداقة البرلمانية سيسمح بخلق فرص أكبر للتعاون الثنائي، ومن ثمة فتح مجالات أرحب لتبادل الخبرات وإبرام اتفاقيات أخرى".

ووصف عفيف دبلوماسية نواكشوط بـ"الهادئة المتزنة المدركة لتحديات منطقة المغرب العربي"، داعيًا إلى "تفعيل آلة الدبلوماسية البرلمانية المغاربية؛ لتفعيل الاتحاد المعطل منذ سنوات".

وتحدث المسؤول الجزائري أيضا عن وجود "تحديات أمنية وتنموية على الحدود المشتركة، ولاسيما الهجرة غير الشرعية وتحركات جماعات الإرهاب والتهريب والاتجار بالبشر".

وتأتي تصريحات الدبلوماسي الموريتاني، والتي قال فيها إن موقف بلاده "يتقاطع" مع الموقف الجزائري في قضية الصحراء، رغم أن موريتانيا تقول إنها تتخذ موقفا حياديا من النزاع، وأنها تقف على نفس المسافة من جميع الأطراف، كما دأبت على القول بأنها تهدف في الأساس للعمل من أجل إيجاد حل سلمي للقضية يجنب المنطقة خطر التصعيد.

فيما تعلن الجزائر أنها تقف مع "حق تقرير مصير الشعب الصحراوي"، وتتهم المغرب بعرقلة استفتاء تقرير المصير، وإضافة إلى ذلك فإن الجزائر هي التي تؤوي وتمول وتدعم دبلوماسيا الجبهة الانفصالية.

وتعترف موريتانيا بـ"الجمهورية" التي أعلنتها جبهة البوليساريو منذ سنة 1984، ويستقبل الرئيس محمد ولد عبد العزيز من حين لآخر بقصر الرئاسة في نواكشوط، قياديين في الجبهة.

كما أن هذه التصريحات تأتي في الوقت الذي كثر فيه الحديث عن اتجاه المغرب وموريتانيا لطي صفحة التوتر والبرود التي شابت العلاقات في السنوات الأخيرة، حيث سبق للبلدين أن تبادلا تعيين السفراء.

وخلال شهر شتنبر الماضي، قام وزير الخارجية الموريتاني إسماعيل ولد الشيخ أحمد، بزيارة إلى المغرب، والتقى عددا من المسؤولين المغاربة، علما أن تاريخ آخر زيارة قبل ذلك لمسؤول موريتاني للمملكة تعود إلى 24 يونيو 2016، حين قام وزير الخارجية الموريتاني السابق إسلكو ولد أحمد إزيد بيه بزيارة الرباط.

وفي بداية شهر نونبر الماضي، توجه وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي المغربي، ناصر بوريطة، إلى موريتانيا حاملا رسالة من الملك محمد السادس إلى الرئيس محمد ولد عبد العزيز، وفي ختام الزيارة قال الوزير المغربي لوسائل الإعلام "هنالك رغبة مشتركة في خلق ديناميكية قوية في العلاقات الثنائية المغربية الموريتانية على كل المستويات وهنالك رغبة مشتركة من جلالة الملك ومن فخامة رئيس الجمهورية للدفع بهذه العلاقات إلى المستوى الذي تستحقه نظرا للروابط القوية بين البلدين والشعبين الشقيقين".

كن أول من يضيف تعليق على هذا المقال