على هامش الحفل الذي أقامه البرلمان الأوروبي في مقره بمدينة ستراسبورغ يوم أمس، من أجل منح جائزة "سخاروف" لحرية التعبير للمخرج الأوكراني المسجون في روسيا، أوليغ سينتزوف، بعث ناصر الزفزافي المعتقل على خلفية حراك الريف، رسالة تلاها بالنيابة عنه والده أحمد الزفزافي.
وكان البرلمان الأوروبي قد أعلن فوز سينتزوف بالجائزة يوم 25 أكتوبر، بعد أن كان ضمن القائمة القصيرة إلى جانب ناصر الزفزافي، قائد حراك الريف، ومنظمات غير حكومية تعمل على إنقاذ المهاجرين في البحر الأبيض المتوسط.
وهنأ ناصر الزفزافي في رسالته المخرج الأوكراني على فوزه بالجائزة، معبرا عن متمنياته لع "بأن يطلق سراحه لأن مرارة الاعتقال لا يعلمها إلا من داق منها".
وتحدث الزفزافي مطولا عن منطقة الريف وقال "أنا أنتمي إلى منطقة تسمى الريف في شمال المغرب، هذا الريف عانى ويعاني وسيبقى يعاني بسبب إكراهات التهميش الدائم المفروض عليه عمدا لإنتاج الفقر، والبطالة والجهل وأشياء أخرى".
وواصل حديثه قائلا "وإذا احتج أحد من أهله على ما ذكر، تتدخل الدولة بأشكال همجية بواسطة الجيش والدرك والقوات المساعدة والبوليس".
وتطرق للأحداث التي شهدتها منطقة الريف "مثل ما وقع سنة 1818، وعند إبادة قبيلة بأكملها ضواحي الحسيمة سنة 1898، وقضية 1908، وبعدها من سنة 1921 إلى سنة 1926. ثم سنة 1958، التي صدر فيها ظهير عسكرة الحسيمة بتاريخ 24 نونبر، الذي ما زال ساريا إلى حدود اليوم".
كما تحدث عن قضية مقتل خمسة أشخاص في احتجاجات 20 فبراير 2011، وكذا عن مقتل بائع السمك محسن فكري طحنا في شاحنة لرمي الأزبال يوم 28 أكتوبر 2016، "لينبثق عن ذلك حراك شعبي بدأ من الحسيمة، ليعم كل مناطق الريف، بإقامة مسيرات ووقفات سلمية، بشكل حضاري بحمل الشموع والورود تضمنها إنشاء سلاسل بشرية، لحماية مخافر الشرطة والإدارات العمومية، والممتلكات الخاصة مع تنظيف المكان".
وواصل حديثه في الرسالة التي تلاها والده قائلا "الأجمل في الموضوع أن المتظاهرين يتقاسمون أكلهم مع عناصر القوات القمعية، وآنذاك كنت أنادي في المسيرات والوقفات بالاستجابة إلى الملف الحقوقي بعناصره الثلاث بناء جامعة ومستشفى لعلاج السرطان، وبعض فرص الشغل".
ولم ينس الزفزافي تحية "المرأة الريفية العظيمة التي أٌقبل نعالها، لأنها كانت الحاضر بقوة في مسيرات الحراك الريفي".
وواصل أنه "بعد سبعة أشهر، جاءت استجابة الدولة، بإعادة نفس السيناريوهات القمعية السابقة، ابتدأتها بمداهمة منزلي في غيابي من طرف الفرقة الوطنية، وتكسير الباب الخارجي، هذا بدون إذن قانوني ليعتدوا على والدتي حتى أغمي عليها، وليحملها والدي إلى قسم المستعجلات".
وأضاف وفي "يوم 29 أكتوبر اختطفت من مكان (...) بعد محاصرته بالبوارج البحرية العسكرية والمروحيات والآليات البرية، المصحوبة بقوات عسكرية مدججة بالأسلحة كل ذلك من أجل اختطاف شخص أعزل".
وتابع أنه تعرض إلى "أبشع أنواع التعذيب"، وزاد قائلا لإن عناصر الفرقة الوطنية صورته "عاريا"، لينشرو الشريط "على مواقع برلمان دون حسيب أو رقيب، ولفقت لي تهم يصل حكمها إلى الإعدام".
وختم أنه في الأخير "حكمت بـ20 سنة سجنا نافذا، لا لذنب ارتكبته، فقط كانت أمنيتي أن أستيقظ يوما لأجد كل أسلحة العالم قد دمرت والحدود قد رفعت، والبشرية تعيش حالة سلم وسلام ورخاء فوق هذا الكوكب. لأستيقظ على صوت السجان ينادي أنك هنا لعشرين سنة قادمة، وهنا خابت أمنيتي...".