ورغم التطور الذي شهدته المدينة، وظهور العديد من المصانع الحديثة المختصة في الجلد، إلا أنها لا زالت تشتهر بدور الدباغة، حيث لا زالت تحتضن أكبر عدد من دور الدباغة في المغرب، وتتواجد معظمها في المدينة القديمة.
ويطلق على أكبر هذه الدور، اسم "دار الدباغ شوارة"، وتقع بقلب المدينة العتيقة بحي لبليدة، تم تشييدها في القرن الحادي عشر، وتوجد على مقربة من مدرسة الصفارين على ضفة النهر، في حي فاس البالي وهو أقدم حي في المدينة العتقية.
وتعتبر دار الدباغ شوارة، من بين الوجهات السياحية الرئيسية في المدينة القديمة، تتكون من أحواض دائرية من الحجر ممتلئة بالأصباغ أو بالسوائل لتليين الجلد.
وأوضح عبد الرحمان الطويس، وهو فاعل جمعوي، في دار الدباغ شوارة، لموقع يابلادي أن حرفة الدباغة، تبدأ من شراء الجلد من لأسواق، "حيث نقتني الجلود من الأسواق، عن طريق المزاد العلني، ويختلف ثمن الجلود بين جلد الماعز والأغنام والأبقار".
وأضاف أن "المرحلة الأولى من الدباغة تسمى النقع في المياه، من بعدها نضع الجلد في الجير البلدي والرومي، ونقوم بفصل الصوف عن الجلد، ومن بعد ذلك نضعه في المجيار (أحواض دائرية صغيرة)".
بعدها يترك الجلد في "المجيار 15 يوما، إثر ذلك يتم غسله بالمياه جيدا، ويتم إدخاله، في مجيار آخر به مخلفات الحمام والمياه لمدة يومين، ومن ثم ندخله للنخالة، التي تساعد على تصفية الجلد".
من جانبه قال عبد الإله الدقاقي، الذي يشتغل دباغا، لموقع يابلادي إن المرحلة النهائية قبل عرض الجلد للبيع تتمثل في "تعريضه لأشعة الشمس ثم صباغته بمواد تقليدية".
وتشتغرق عملية الدباغة حوالي ثلاثة أسابيع، قبل أن يصل الجلد إلى يد الصانع التقليدي، الذي يقوم بتحويله إلى منتجات تقليدية مثل البلغة، والحقائب ومحفظات النقود...