بين فرنسا وبلجيكا، تنشط المصورة الفوتوغرافية الفرنسية ذات الأصول المغربية نورا نور، متسلحة بآلة التصوير في معركتها لتغيير الصور النمطية حول المرأة في عالم الإشهار والدفاع عن حقها في الحضور في الفضاء العام مثلها مثل الرجل.
تقول نور التي استضافتها "مؤسسة ابن رشد للتفكير الحر" ببرلين مؤخرا حيث ألقت عرضا حول المرأة في الفضاء العام، "لأني مصورة فوتوغرافية ومهتمة بالقضية النسائية، قررت العمل على تغيير بعض الامور التي تهم المرأة والتي يتم غالبا التسليم بها، فبدأت بتنظيم سلسلة من ورشات التصوير ضد التمييز بين الجنسين في دار بروكسل للنساء ، وقمنا بوضع إعلانات مناهضة للتمييز . وهي تجربة كانت غنية حقا بالنسبة لي".
وانطلاقا من هذا، انصب نشاط الفاعلة الجمعوية، على الدفاع عن حضور النساء في الفضاء العام الذي لايزال حكرا على الرجل، مبرزة أن "الاماكن العامة تحمل معظمها أسماء رجال ، وغالبا ما تكون فيها النصب والتماثيل للرجال المحاربين والجنود".
وترى الناشطة الحقوقية أن النساء يشاركن بنشاط في هذا المجال العام اجتماعيا واقتصاديا وسياسيا لكن "لديهن صفر امتياز"، وحضورهن فيه مغلف بالكثير من القيود والممنوعات.
ولفتت إلى أن "الفضاء العام يكرس التمييز بين الجنسين، منذ الصغر، يحتكر الفتيان ألعاب الشوارع في حين لا تحتل الفتيات الكثير من هذه المساحة، وسائل النقل لا تزال مكانا غير آمن للمرأة، والإعلانات التمييزية منتشرة على الجدران والحافلات".
وفي هذا السياق، عملت نور مع المهاجرات في بروكسل، في إطار منظمة جمعية، تضامن المرأة العربية-بلجيكا، مركزة بالخصوص، على موقع المرأة في المجال العام، من خلال مساءلة الاعتقادات شبه التلقائية والمفاهيم الراسخة والعمل على تفكيكها.
وقامت نور المتخصصة في البورتريه، بوضع برنامج تربوي للنساء العرب المصورات وبحملة إعلانات ضد التمييز بين الجنسين بالتعاون مع "دار النساء في سكاربيك".
وترى أن الإشهار يشيء جسم الأنثى وغالبا ما يتم تصوير النساء، في الإعلانات التجارية بشكل سلبي ويبدون ضعيفات، أمام رجال أقوياء، مضيفة أن "الفوطو شوب" يخلق أيضا هيئات وأجسام خيالية مثل "دمى باربي".
وتعمل نور محررة مشاركة في المجلة الإلكترونية "ديالنا" وأمينة مهرجان التصوير "نظرات متقاطعة " في مدينة آكس أون بروفانس الفرنسية، ومشرفة على معرض للتصوير في بروكسل حيث أدارت "لوفت فوطو " لمدة ثلاث سنوات.
وتمكنت نور من الفوز في مسابقة تصوير البورتريه "النساء الاستثنائيات: الصور النمطية في المنطقة الأورو-متوسطية" التي أقامتها منظمة "مؤسسة نساء الأورو-متوسط" خلال السنة الجارية بباريس.
وتم تتويج نور عن صورة بورتريه التقطتها للممثلة المسرحية والكاتبة والمخرجة اللبنانية حنان الحاج التي قالت عنها "عندما يلتقي المرء بها، يشعر تلقائيا بالقوة العقلية و الجسدية التي تشع منها، هذه المرأة التي تعتبر نفسها ناشطة فنية (...).امرأة محجبة وممثلة مسرحية تروي هواجسها على المسرح، لقد كانت المحادثة مع حنان مثرية للغاية و كان لا بد إذا من أخذ صورة رمزية. تمثل صورتها الأمل وهذه الرغبة الجامحة بالتعلم و المشاركة والحياة. إن تشجيع حنان لجمهورها على الانفتاح على الثقافة و المعرفة من أجل عالم أفضل، هو بالنسبة لها ماراثونا يوميا ".
بمزيج من الشغف والنضال الحقوقي، تنقل عدسة الفوتوغرافية المغربية نماذج لنساء استثنائيات وتكسر الطابوهات في إصرار على مواصلة المعركة من أجل تحقيق أملها في بروز جيل من النساء تتمتعن بكامل الحرية وقادرات على فرض حضورهن في الفضاء الخاص أو العام.