طالب خمسة عشر مثقفا مغربيا، يوم أمس الخميس، بمنع مشاركة الداعية المصري عمر عبد الكافي، في مؤتمر ذو طابع ثقافي وأدبي وديني، سيقام في الفترة ما بين 24 و 25 نونبر، في مسرح محمد الخامس بالرباط، بتنظيم من الجمعية الإسلامية "جود"، وذلك من خلال عريضة استنكارية.
ومن بين الموقعين على العريضة التي توصل موقع يابلادي بنسخة منها، أحمد عصيد، وفؤاد عبد المومني، والناشر بشير بناني، والصحفيان عبدو برادة وعمر بروكسي، والناطقة السابقة باسم منظمة الأمم المتحدة في دارفور، عائشة البصري، والمحامي عبد الرحيم جامع و الكاتب المغربي إدريس كسيكس.
وفي هذا السياق، قال الناشط الحقوقي العلماني أحمد عصيد، "عمر عبد الكافي هو الذي أفتى بلعن المرأة العاملة التي تسافر إلى عملها لوحدها واعتبرها آثمة. إذ لابد من أن يكون برفقتها رجل وأن تكون مغشاة جميعها من رأسها إلى قدمها، وما أحوجنا اليوم في المغرب إلى مثل هذه الأفكار "التنموية” والعملية".
وجاء في العريضة أن الشيخ عبد الكافي، يلقي مواعظ متطرفة ويغذي الكراهية ضد الأديان الأخرى وأشار أصحابها إلى أن دعوة هذا الشخص "المتطرف و الكاره للنساء لا يمكن تبريره تحت أي ظرف من الظروف" معتبرين ذلك يشكل "إهانة لإخواننا من غير المسلمين ، وإهانة للمرأة المغربية ونكرانا قاطعا للإسلام المتفتح والمتسامح الذي نقدمه لأنفسنا في كل مكان كمدافعين متحمسين".
كما طالبت العريضة أيضا وزارة الثقافة المغربية "بأن تضمن عدم استغلال الفضاءات التابعة لها كمنابر لدعاة يروجون الكراهية والميز العنصري أو الديني والإقصاء والعنف".
من جهة أخرى، رفض الكاتب والمؤرخ المغربي محمد الناجي، التوقيع على العريضة ، معتبرا أن حرية التعبير مبدأ ملزم للجميع، وقال الناجي في تدوينة على الفيسبوك إن "الرد على فكر عبد الكافي يجب أن يكون عن طريق النقد والتحليل، وليس بالحظر والمنع، ما لم يدع للعنف".
وبدوره أكد مسؤول بجمعية "جود"، في تصريح لوكالة فرانس برس، أن "الدعوة لا تزال مستمرة، معتبرا أنه لا يوجد شيء مسيئ في دعوة الشيخ عبد الكافي".
ويذكر أنها ليست المرة الأولى التي يثير فيها الشيخ، عمر عبد الكافي الجدل في المغرب، فخلال شهر أبريل الماضي أثار نشر إعلان عن إلقائه محاضرة في الدار البيضاء، من تنظيم جمعية "مغرب المبادرات" مع ضرورة دفع الراغبين في الحضور مقابلا ماديا يتراوح ما بين 300 و 3600 درهم، موجة من الجدل خصوصا بين رواد مواقع التواصل الاجتماعي، حيث رأى البعض أن دعوته في حينه تدخل في إطار "المتاجرة بالدين".