لم يصدر أي موقف رسمي عن الحكومة الجزائرية، بخصوص دعوة الملك محمد السادس للحوار، باستثناء ما نقلته الصحافة الجزائرية والعربية من تصريحات عن مسؤولين دبلوماسيين في الجارة الشرقية للمملكة، وهي التصريحات التي ذهب معظمها إلى التحفظ على توقيت وسياق الدعوة.
وهكذا، فقد نقل موقع "كل شيء عن الجزائر" عن مصدر جزائري وصفه بالمأذون قوله إنه بالنسبة للجزائر، فإن دعوة الملك المغربي محمد السادس، لإجراء حوار مباشر بين الجزائر والرباط "لا حدث".
وأضاف المصدر ذاته أن المقترح الذي تقدم به الملك محمد السادس "مشكوك فيه شكلا (الاحتفال بالمسيرة الخضراء) ومشبوه المحتوى (محاولة إضفاء الصبغة الثنائية على قضية الصحراء الغربية)"، وزاد قائلا "هو حدث لا يستحق ردا رسميا".
من جانبه نقل موقع "العربي الجديد" الذي يصدر من لندن، عن مصادر دبلوماسية تعمل في الخارجية الجزائرية، أن الجزائر ترى في الدعوة مجرد "مناورة موجهة للاستهلاك الإعلامي"، وأنها تأخذ على المغرب عدم لجوئه إلى القنوات الدبلوماسية لطرح موقفه.
وأضاف الموقع ذاته أن تقدير موقف، أبلغ به دبلوماسيون في الخارجية الجزائرية عدداً من الصحافيين، كشف أن الجزائر لن ترد على خطاب الملك محمد السادس، وتعتبر أنه "مناورة ومراوغة للاستهلاك الإعلامي".
ونقل موقع "العربي الجديد" عن مصدر دبلوماسي لم يذكر اسمه قوله إن "الرسالة السياسية، التي ضمنها الملك المغربي محمد السادس في خطابه الأربعاء الماضي، (...) مخالفة للأعراف الدبلوماسية".
وشدد المصدر نفسه على أنه "توجد قنوات رسمية دبلوماسية معروفة، يمكن أن يتبادل من خلالها البلدان المواقف والرسائل السياسية، بدلاً من المناورة إعلامياً"، مشيراً إلى أن المغرب "يريد جعل ملف نزاع الصحراء ملف خلاف ثنائي بين الجزائر والمغرب، فيما هو ملف أممي يتعلق بتصفية استعمار وتقرير المصير وفقاً للمقررات الأممية".
وأضاف أن طرح الملك محمد السادس لهذه المبادرة "يندرج ضمن محاولة المغرب التسويق للرأي العام العربي والدولي، على أن الجزائر هي التي ترفض الحوار".
وإضافة إلى تصريحات المسؤولين الجزائريين، فقد سارعت وسائل الإعلام الجزائرية المعروفة بقربها من مراكز صنع القرار في قصر المرادية، لوصف المبادرة التي أعلن عنها الملك محمد السادس في خطاب الذكرى 43 للمسيرة الخضراء بـ"المناورة".
ورغم أن الحكومة الجزائرية لا زالت تلتزم الصمت إزاء دعوة الملك محمد السادس، إلا أن العديد من الدول سارعت إلى الترحيب بها، ومن بينها دول الخليج العربي.
وفي السياق ذاته، رحبت موريتانيا بالمقترح المغربي، حيث عبر المتحدث باسم الحكومة الموريتانية، سيدي محمد ولد محمد، عن دعم بلاده بأي حوار سياسي يفضي إلى تحسين العلاقات بين الدول المغاربية.
من جانبها أعلنت الخارجية الفرنسية عن اهتمامها "بالاقتراح الذي تقدم به ملك المغرب من أجل تجديد الحوار مع الجزائر".