القائمة

أخبار

هل ينتمي المغرب إلى بلدان الربيع العربي؟

 ما بات يسمى بربيع الديمقراطية في المجال العربي اليوم فصل مفتوح على احتمالات الازدهار والتراجع والانتكاس في الآن الواحد، يتحكم فيه تطور الأحداث وتفاصيل المشهد التي ترتب لمرحلة ما بعد إسقاط الرؤساء ورموز الاستبداد و"الاستثناء العربي" كما يسميه المحللون.

نشر
DR
مدة القراءة: 3'

فصول الموسم السياسي في المجال العربي، كما هو الحال في باقي جهات المعمور، متنوعة ومتعددة. لا يدوم فيها الربيع طويلا دون أن تغزوه سحب وعواصف، تأتي في السياسة على شكل ردات وثورات مضادة وإصلاحات شكلية تأكل الثورة وتحرق أحلام الجماهير.

في المغرب أتت الإصلاحات السياسية العامة التي أعلن عنها العاهل المغربي محمد السادس في سياق الثورات الشعبية التي شهدتها بلدان مجاورة هي تونس ومصر، وعجلت بها انتفاضات الشارع التي قادتها حركة 20 فبراير وتبعتها في البداية أحزاب سياسية من الحكومة والمعارضة، في اليسار والإسلاميين، ورحبت الطبقة السياسية جلها بالخطب الملكية الإصلاحية التي سبقت التصويت على الدستور الجديد، وشاركت جميع أطيافها في استشارات اللجنة التي ترأسها عبد اللطيف المنوني لإخراج الصيغة النهائية من الدستور.

ووسط جلبة التصويت على الدستور الجديد والتحضير لاستحقاقات 25 نونبر المقبل، قطعت أحزاب من اليسار ومن إسلاميي العدالة والتنمية أشواطا هامة في القطيعة مع شعارات 20 فبراير، وانهالت على شباب الحركة حملة سياسية وإعلامية عمياء أوصلت الحركة إلى الحجم الذي هي عليه اليوم.

وسار الإعداد لانتخابات نونبر المقبل بخطى أعدتها وزارة الداخلية وسط خليط من التوافق والارتباك، عاشته الأحزاب وخصوصا تلك المشكلة للأغلبية الحكومية، وكاد أن يوقف مسلسل التحضير لولا "حنكة" خفية للدولة فرضت على بعض الأحزاب، بين عشية وضحاها، تغيير المواقف والمواقع والمقترحات.

بموازاة ذلك أعلنت أطياف سياسية أخرى مقاطعتها لانتخابات بدعوى أنها لن تختلف عن سابقاتها في إنتاج نخب تقليدية لن تنفع مؤسسات الدولة في شيء. بل إن بعضا من المقاطعين اعتبر أن الانتخابات المقبلة حتى وإن تم ضمان نزاهتها واستطاعت أن تجري بسلام فهي لن تجدي شيئا أمام خارطة دستورية تمركز السلطات بيد الملك.

الربيع الديمقراطي إذن حالة عامة تمر بها بلدان عربية، منها المغرب حين خرج شبابه يطالبون بإحلال الديمقراطية ومحاربة الفساد، والربيع في المغرب وفي غيره من الدول العربية المعنية يمكن أن ينقضي ويحل محله خريف مظلم، يحكمه العساكر في مصر، ويتسلط عليه الأمنيون في تونس ويتخاصم خلاله الثوار الحلفاء في ليبيا.. وقد يكون في المغرب على شكلت انتخابات تعيد إلى المواقع ذاتها الوجوه التي نادى الجميع برحيلها.

وقد يمضي البعض في رسم المفارقة الكبرى التي تقول إن الربيع لم يحل أصلا عندنا، بالمعنى الذي استقبله الجيران، لأن الربيع الديمقراطي هو فصل مغربي بامتياز، يسوده الاعتدال في كل شيء، ولا يقبل التحولات الكبرى، وتميل بنياته إلى السير البطيء وإن أوحت للجميع بأنها تسرع الخطى.

كن أول من يضيف تعليق على هذا المقال