عادت حركة 20 فبراير للاحتجاج يوم أمس الأحد في مختلف شوارع المدن الكبرى، وحملت شعاراتها عناوين المطالبة بتغيير واقع "الفساد السياسي والاقتصادي والاجتماعي والثقافي" الذي تعرفه البلاد.
وجاءت عودة الحركة إلى الشارع بعد شبه عطلة عامة عاشتها أنشطتها وامتدت في بعض المدن عدة أسابيع. وكأن الأمر يتعلق بدورات صغرى تتناوب فيها وثيرتان: الأولى متعلقة بالشارع ومطالب 20 فبراير خاصة والثانية عمل الأحزاب والبرلمان والحكومة والاستعدادات لانتخابات 25 نونبر المقبل.
هكذا عرفت الأسابيع الأخيرة التي أعقبت التصويت على الدستور الجديد خفوتا ملحوظا لاشتغال حركة الشارع لصالح التحضير للانتخابات، واكبه هجوم إعلامي وسياسي لافت على كل خيارات الاحتجاج التي قد تستمر في رفع شعار الإصلاح خارج جدول الأعمال السياسي والانتخابي الذي تم ترسيمه منذ الفاتح من يوليوز.
ومع الارتباك الواضح الذي تعيشه اليوم الحكومة والأحزاب في رسم جدولة زمنية متماسكة لتنظيم الانتخابات وإخراج القوانين الجاهزة والعالقة داخل قبة البرلمان، تعود حركة 20 فبراير لتعلن مطالبها من جديد، تزيد من حدتها مؤشرات إعادة إنتاج الوضع السياسي الحالي بتفاصيله البالية، في حلة جديدة عنوانها البارز الدستور الجديد.
هكذا كان من الطبيعي أن يردد شباب 20 فبراير مطالبهم عن الإصلاح السياسي حين يشاهدون الوجوه ذاتها تستعد إلى العودة إلى البرلمان والحكومة من جديد، وحين يسمعون أن بعض السياسيين من قيادات اليمين واليسار... يسارعون من أجل ضمان موقع للأبناء والأحفاد ولباقي أفراد العائلة داخل مِؤسسات الدستور الجديد.
الشعار المركزي الذي أطر كل مسيرات أمس الأحد في الدار البيضاء ومراكش وطنجة والرباط والناظور والحسيمة والفنيدق وأسفي وغيرها كان هو "نضال مستمر من أجل إسقاط الإستبداد والفساد" وهو الشعار الذي بدأت به الحركة مسيراتها، لتأتي بعده شعارات تأكيدية له من قبيل "مامفاكينش" الذي رفع في مرحلة الهجوم الشرس الذي تعرضت له الحركة في سياق التحضير للدستور والتصويت عليه..
وقد رفعت شعارات أخرى كشعار "علاش جينا واحتجينا المعيشة غالية علينا" للمطالبة بتحسين الأوضاع الاجتماعية وللاحتجاج على واقع الفقر والبطالة والتهميش الذي تعانيه فئات من الشعب.
ولم تخل مسيرات أمس الأحد من بعض شعارات المزايدة السياسية من قبيل "الشعب يريد إسقاط النظام" التي لا تتلاءم ومطالب حركة 20 فبراير ولا مع حجمها وزخمها.. وهي شعارات سرعان ماتداركها المنظمون ليستبدلوا كلمة نظام بكلمة فساد ليصبح الشعار "الشعب يرسد إسقاط الفساد".
أما قوات الأمن فقد حافظت على نهجها الانتقائي في التعامل مع التجمعات الكبرى وتجنب الاحتكاك بالمتظاهرين خصوصا في المدن الكبرى، مع ترقب الفرص لإجهاض التجمعات في بدايتها والهجوم عليها لتفريقها إن كان عدد المتظاهرين صغيرا وليس بالحجم الذي يفرض على السلطة احترامه.