القائمة

مختصرات

"أوداين نتعاشورت" تقليد أمازيغي-يهودي تحتفي به كلميمة كل عاشوراء

(مع و م ع)
نشر
DR
مدة القراءة: 2'

تحتفل منطقة كلميمية الواقعة في واحة غريس الهادئة على طريقتها الخاصة بعاشوراء، الحدث ذي البعد الديني الذي يحتفل به في العاشر من محرم من كل سنة.

ففي كلميمة، يتجاوز مضمون ومغزى الاحتفال بعاشوراء الطابع الديني، ليعكس أيضا الثقافة الأمازيغية اليهودية والميراث التاريخي للمنطقة وفرحة الاحتفال الجماعي، وهو ما يضفي على عاشوراء مسحة خاصة وغنى أكبر. ويتميز هذا الاحتفال الذي يسمى أيضا " بويكفوس" أو " بو يهضار" و"أوداين نتعاشورت" بكارنفال يهودي أمازيغي ينظم سنويا من طرف سكان المدينة الصغيرة، التي تتوسع شيئا فشيئا وسط واحة خلابة تتحدى الطابع الصحراوي للمنطقة.

وخلال يوم الاحتفال، تعد كل أسرة طبقا من الخضر الموسمية، يتوسطها " القديد" اللحم المجفف والمخزن منذ عيد الأضحى أي " تافسكا" كما يسمى في الأمازيغية السائدة في المنطقة. ويجوب أطفال "القصر" (الدوار) بالمناسبة الأزقة في مجموعات وهم يضعون أقنعة مصنوعة خصيصا للمناسبة ليتوقفوا عند كل باب منزل طمعا في استدرار كرم وعطف ربة الأسرة بعد ترديد أغاني وأهازيج خاصة بعاشوراء. أما الغنيمة فتكون في غالب الأحيان طبقا من الكسكس أيضا مع "الكرداس" المعد من أحشاء أضحية العيد المجففة وكذا بعض التمر واللوز. أما الشباب والكبار فيعكفون طيلة اليوم على التحضير للحفل الليلي الكبير المعروف ب" أوداين نتعاشورت" ( يهود عاشوراء).

وعن أصل هذا الاحتفال المتميز بعاشوراء في كلميمة، يقول موحى أستوح الباحث في ثقافة وتاريخ وادي غريس وواحة كلميمة، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، إن هذا الاحتفال يحييه سنويا ممثلون وشعراء من "قصر" كلميمة المسمى "اكلميمن". إنه تقليد عريق موروث عن ساكنة يهودية مهمة استقرت في الجانب السفلي للمنطقة والذي ما زال يحمل اسم "الملاح".

وأوضح أن العديد من المجموعات تجوب "القصر" خلال الاحتفال لتصل إلى الساحة الكبرى، حيث تتعاقب لتسعد وتبهج السكان رجالا ونساء وأطفالا في عرض يستمر حتى وقت متأخر من الليل.

ووفق السيد أستوح، فإن الممثلين يرتدون أزياء رجال دين يهود أو يتقمصون شخصيات عجائز يرتدين أزياء تقليدية، مشيرا إلى أن بعض المشاركين يختارون طريقة تعبير مستلهمة من الثقافة الأمازيغية اليهودية، من خلال استخدام عبارات وأشعار يتوارثها جيل عن جيل. إنهم يغنون تعبيرا عن فرحهم ويرجون من الله أن يبارك الواحة ويجعلها أكثر اخضرارا وخصوبة وازدهارا.

وأضاف الباحث أنه يتم خلال هذا الاحتفال الجماعي تقديم اسكيتشات مرتجلة بالعبرية في أجواء يطبعها مرح يستهوي الحضور، مشيرا إلى أن حالة الحماس والفرح تعكس في التقاليد اليهودية الاحتفاء باليوم الذي أنقذ فيه الله تعالى نبيه موسى من طغيان فرعون مصر.

كن أول من يضيف تعليق على هذا المقال