أكد ناصر بوضياف نجل الرئيس الجزائري محمد بوضياف الذي اغتيل خلال إلقائه خطابا في مدينة عنابة شرقي الجزائر سنة 1992، أنه سيترشح للانتخابات الرئاسية التي ستجرى في شهر أبريل القادم.
وكتب بوضياف على صفحته في موقع التواصل الاجتماعي فايسبوك "قـمت بالإعلان عـن ترشحي لرئاسـيات 2019 وبـمشروع وطني قـوي يحمل كل الحلول للخروج مـن الأزمة التـي سـببها هـذا النـظام الفاسـد"، في إشارة منه إلى نظام الرئيس الحالي عبد العزيز بوتفليقة.
وقال في تدوينة أخرى "ها هي يدي أمدها لكم من أجل الجزائر التي تمر بوقت عصيب ومن عدة مشاكل تعاني منها في شتى القطاعات سواء العدالة، التعليم، الإقتصاد".
وأضاف متحدثا عن ترشح للانتخابات الرئاسية في تدوينة أخرى "نحـن عـندنا إيـماناً قـويا بأن شـباب الجـزائـري واعـي وباستطاعته تـحمل المسـؤلية و النضـال مـن أجـل بـناء وطـن حـر كريـم. فـقـد عزمـنا على استكمال ما خطـطـه ومـهـده أجـدادنا وآبائـنا الذيـن ضحـوا بالنـفـس والنفيـس من أجـل بـلـدنا ، وما قـدمـوه من تضحيات من أجـل أن يحـيا أبنـاؤه في عـزةٍ وكـرامة ..تحـت رايـة المشـروع الوطني".
وأكد نجل الرئيس محمد بوضياف، أنه في حال انتخب رئيسا للبلاد فإنه لن يقضي في السلطة إلا ولاية واحدة و"ليس أربع أو خمس عهدات"، في تلميح إلى الرئيس الحالي عبد العزيز بوتفليقة.
من إدارة معمل بالقنيطرة إلى المنافسة على دخول قصر المرادية
على غرار الرئيس الحالي عبد العزيز بوتفليقة، الذي قضى سنوات من طفولته بمدينة وجدة، عاش ناصر بوضياف سنوات طويلة من عمره في مدينة القنيطرة رفقة عائلته، قبل أن يعود إلى بلاده.
وكان والد ناصر بوضياف قد أدين سنة 1963 بالإعدام بتهمة التآمر على أمن الدولة، بعد خلافه مع أحمد بن بلة أول رئيس جزائري بعد الاستقلال.
لكن الحكم لم ينفذ في حقه لتدخل عدد من الوسطاء، وأطلق سراحه بعد أشهر من السجن، ليغادر الجزائر رفقة عائلته إلى فرنسا ثم سويسرا، قبل أن يحط الرحل بالمغرب وبالضبط في مدينة القنيطرة، حيث أدار إلى جانب عائلته معملا لصناعة الآجور.
وفي سنة 1992 طلب منه قادة الجيش الجزائري العودة لتسلم مقاليد الحكم خلفا للشاذلي بن جديد، إثر دخول البلاد في حرب أهليه طاحنة، وتم تعيينه رئيسا للجزائر في شهر يناير من سنة 1992، ليتم اغتياله في شهر يونيو من نفس السنة في ظروف غامضة.
بوتفليقة مرة أخرى؟
ومن أجل دخول السباق نحو قصر المرادية، سبق لناصر بوضياف أن أسس سنة 2017 حركة سياسة اطلق عليها اسم "الجزائر قبل كل شيء"، محاولا استمالة أكبر عدد ممكن من الجزائريين، بالاعتماد على تاريخ والده.
ويعد ناصر بوضياف ثالث شخصية سياسية جزائرية تعلن ترشحها للانتخابات الرئاسية، إذ سبق لكل من فتحي غراس رئيس حزب "الحركة الديمقراطية الاجتماعية"، و فيلالي غويني رئيس حركة الإصلاح الوطني، أن أعلنا عن خوضهما للسباق الرئاسي.
وإضافة إلى الأسماء التي أعلنت بشكل رسمي ترشحها للرئاسيات، تعالت الأصوات داخل حزب جبهة التحرير الوطني (الذي يحكم البلاد من استقلالها) خلال الأشهر الأخيرة لمطالبة عبد العزيز بوتفليقة، بالترشح لعهدة خامسة، رغم وضعه الصحي المتردي، حيث بات لا يقوى على الكلام، ويظهر بشكل نادر في بعض المناسبات وهو يجلس على كرسي متحرك ويحرك أطرافه بصعوبة بالغة.